العلاقة بين الرجل والمرأة لا تزال في عالمنا العربي غير ودية، إذ مهما حاول أحد الطرفين أن يمد للآخر جسور الثقة.. فلا فائدة.. في أوائل الثمانينيات، شهدت إحدى المدن الصغيرة تمددا واسعا لمفاهيم اليسار والليبرالية، بما يفوق مستوى تفكير أهل المدينة البسطاء، فانتمى أحد الأزواج لأحد هذه التيارات، وبدأ بنفسه، فأصبح رقيقا شفافا مع زوجته. ولم يكن سلوكه هذا غريبا فقط على أهالي المدينة المحافظين جدا، بل وبدا غريبا حتى على زوجته التي تلقت معاملة بالغة النعومة، لم تألفها نساء المدينة من قبل، فلم يعد يسألها زوجها أين تذهب ولماذا تتأخر عن المنزل، واختفت الغيرة التي كانت في السابق تعض قلبه حين يشاهدها واقفة مع ابن جيرانهم الأشقر. وكانت نتيجة هذه المعاملة أنه أثار حنق زوجته التي بدأت تتحدث أمامه عن رجولة زوج أختها، لعله يستفيد.. ولكن شيئا لم يتغير، فالرجل مصرّ على نعومته.. إلى أن جاء اليوم الذي صارحت فيه الزوجة زوجها بأن تصرفه الرقيق جدا هذا لا يجعلها تشعر بأنوثتها، وبالمقابل، فهي لا تحس برجولته، فأخبرها الزوج بأنه يفعل ذلك كون الفكر الذي يعتنقه يفرض عليه معاملة المرأة بهذه الطريقة، فخرجت الزوجة عن طورها صارخة: ''إذا لم تصبح غدا سلفياً.. طلقني''! [email protected]