لو اشتعل ضوء إشارة المرور الأحمر في شارع عربي، فإن الضوء الأخضر لن يشتعل قبل أن يحصل على موافقة أجنبية!.. هذا ما أوصلنا إليه السياسيون العرب، وسوف يأتي يوم يتوجب فيه على السياسيين العرب إذا فاجأتهم العطسة أن يحبسوها في أنوفهم، إلى أن تأتي الموافقة بأغلبية أعضاء مجلس الكونغرس، لأنه إن فعلها أحد المتهورين وعطس، فلن يجد من يقول له ''يرحمكم الله''.. وإن غامر هذا السياسي وعطس، على سبيل التحدي، فسوف يتحدث المؤرخون عن بطولاته الفريدة، سيقولون: ''لقد تحدى الدوائر الغربية والإمبريالية، وعطس عطسة وصل صداها إلى مشارق الأرض ومغاربها''.. ولكن بالمقابل، سيأتي مؤرخون معارضون ليقللوا من شأن هذا السياسي، فيكتبون في وثائقهم ''لم يكن بطلا عطيسا ولا بطيخا، كل ما في الأمر أنه العلاج الذي استخدمه، كان من الدواء نفسه الذي استوردته إحدى شركات ابنه، وكان دواء فاسدا لم يشفه من العطس''. الشعوب ظلت لسنوات طويلة تلتمس العذر لسياسييها، وتعرف أن لا حول لهم ولا قوة، وأن ''ليس بالإمكان أفضل مما كان''، إلى أن جاء برد قارس لم تعد فيه المدافئ وحدها تمنح الدفء، فكان لا بد من إشعال الجسد كله.. وفي هذه المرة، فإن الذي عطس هو.. الشعب.. ''يرحمكم الله''.