يصرّ الأستاذ محمد تازير، المدير العام لمعهد باستور الجزائر، في مقابلة أجرتها معه ''الخبر'' حول الندرة الوطنية للقاحات في المراكز الصحية، على براءة هذه المؤسسة مما يحدث في الميدان، داعيا إلى البحث عن الأسباب في مكان آخر! لماذا هذه الأزمة في لقاحات الرضع، هل يعقل العبث بصحة الرضع الأبرياء؟ صحيح أننا عانينا خلال شهري جانفي وفيفري الماضيين من انقطاع في التموين باللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي ''ب''، وذلك بسبب مشاكل تقنية تمثلت في تأخر المورّد عن تسليم كميات اللقاحات المطلوبة من طرفنا بين 20 و25 ديسمبر 2011، لكن أؤكد على أنه لا توجد أي ندرة في هذا اللقاح أو غيره، بدليل أن مراكز التبريد لمعهد باستور الجزائر تحتوي على أكثر من 5, 1 مليون جرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي ''ب''، ونتوقع استلام 4 ملايين جرعة منه تدريجيا خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب توفر مخازننا على أكثر من مليون جرعة خاصة بلقاح ال''بي. سي. جي''، في انتظار وصول شحنة 500 ألف جرعة مع حلول نهاية الشهر الجاري (أفريل). إضافة إلى هذه الكميات، يتوفر المعهد على مليون و200 ألف جرعة من لقاح الحصبة (البوحمرون)، وننتظر وصول مليوني جرعة أخرى نهاية أفريل أيضا، كما سنستلم في نهاية شهر ماي المقبل مخزونا استراتيجيا ومتجددا على الدوام، يتولى تغطية الاحتياجات لأي لقاح على مدى ثلاثة أشهر. هل أنتم على اطلاع بمعاناة المواطنين، من يرحم هؤلاء وأطفالهم، من المسؤول برأيكم؟ يجب أن تعرفوا أن هناك تجاوزات تحدث في الخفاء مثل تعمّد سرقة اللقاحات، كما علمنا أن كميات معتبرة من اللقاحات تتعرض للتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يستمر لعدة ساعات على مستوى العيادات والمراكز الصحية، لكنه لا يتم إبلاغنا بهذه الحوادث والحالات، وهو ما يحرم آلاف الرضع من إجراء لقاحاتهم في المواعيد المحددة لهم.. أؤكد لكم، لو تم ذلك لقمنا بتعويض الكميات التالفة بأخرى على الفور. من المفروض أن تتوفر العيادات على مولّد كهربائي لضمان استمرار سلسلة التبريد في حال انقطاع التيار الكهربائي. ومعهد باستور، ألا يتحمل جزءا من المسؤولية؟ اسمحوا لي بالرد.. أنا أخلي مسؤولية معهد باستور وأؤكد لكل الجزائريين من خلال جريدة ''الخبر'' أن كل لقاحات الأطفال متوفرة وبكميات جد كافية وعلى مستوى مختلف أنحاء الوطن، وبالتالي يجب البحث عن سبب الندرة خارج مبنى ومرافق معهد باستور. كم تقدر احتياجات الجزائر من اللقاحات سنويا؟ تتماشى الكميات التي يتولى القسم التجاري لمعهد باستور استيرادها مع طلبات مديرية الوقاية لدى وزارة الصح، التي تراسلنا بالكميات التي تحتاجها كل مؤسسة صحية من اللقاحات، وبالتالي يتولى أعوان كل مؤسسة على مستوى الوطن استلام الكمية مع ضمان احترام شبكة التبريد عند نقلها، حيث يصطحبون معهم مبردات محمولة. وحدث في عدة مناسبات أن نسي أعوان النقل المبردات أو وصولات التسليم، وبالتالي نرفض تسليمهم الكمية ونجبرهم على العودة ثانية وهو ربما ما يتسبب في تأخر توفر اللقاحات على مستوى بعض العيادات. وأشير إلى أن مصالح معهد باستور توزع سنويا، أكثر من 24 مليون جرعة من لقاحات الرضع بميزانية تتجاوز ال 2,2 مليار دينار. إذن ما تفسيركم لتوفر اللقاحات بعيادات خاصة وغيابها بمراكز عمومية؟ أود فقط أن أذكّر في هذا المجال بأن تلقيح الرضع على مستوى العيادات العمومية مجاني وإجباري ويدخل في إطار البرنامج الوطني للتلقيح، كما أن للعيادات الخاصة وأطباء الأطفال الحق في تلقيح الأطفال والمواليد الجدد نظير مقابل مادي يتحمّله الأولياء. وفي هذا المجال، فإن بعض العيادات الخاصة والأطباء يتم تموينهم من قبل معهد باستور، لكن بكميات قليلة مقارنة مع التي تسلم للعيادات العمومية. وفي المقابل تعتمد العيادات الخاصة على ممونين آخرين للحصول على اللقاحات، وهو ما يفسر توفرها دوما.