يبدي قادة جبهة التحرير الوطني قناعة كبيرة بأن حزبهم لا ينافسه أحد على أصوات الجزائريين باستثناء عاصمتين أوروبيتين هما لندن وبرلين، حيث يواجه منافسة قوية من طرف الإسلاميين. وبحسب المعطيات التي وردت من الولايات إلى المقر المركزي، فإن نسبة المشاركة تتراوح بين 40 إلى 45 بالمائة. ظل مقر الأفالان بأعالي حيدرة في العاصمة، طيلة نهار أمس، يشتغل كخلية نحل يديرها بعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية ممن بقوا أوفياء للأمين العام عبد العزيز بلخادم، أثناء عاصفة الغضب التي قامت عقب الإعلان عن قوائم الترشيحات. وخصص الحزب قاعة للعمليات، ترصد كل أخبار العملية الانتخابية، عن طريق التواصل مع المحافظين ومتصدري القوائم ومديري الحملة الانتخابية بالولايات. ويقول أحد المناضلين المشغلين بالغرفة، إن الأصداء التي وصلت إلى غاية الثانية ظهرا، تفيد بأن المشاركة كبيرة نسبيا، وأن الإقبال على الأفالان ''مشجع''، مما يعزز توقعات القياديين وعلى رأسهم بلخادم، بأن مركز الريادة لن يفلت من الحزب صاحب الأغلبية في الانتخابات الماضية. وذكر قاسة عيسى، عضو المكتب السياسي، في دردشة معه بمكتبه، أن الاتجاه العام في البلاد وفي أوساط الجالية، أوحى أمس بأن الأفالان يتصدر ترتيب الفائزين. لكنه لفت إلى أن الإسلاميين في بريطانيا وألمانيا يفرضون منافسة قوية على الحزب. بل يقول بأن إسلاميين أجانب في لندن يعملون مع رفاقهم الجزائريين لحرمان الأفالان من الفوز. ويفضل قاسة تسمية الأحزاب الإسلامية ب''الأحزاب ذات المرجعية الدينية''، على أساس أن الأفالان يعتبر نفسه إسلاميا هو أيضا. ويتحدث نفس القيادي عن ''منافسة نواجهها في تونس من طرف مضاربي المازوت''. دون أن يقدم توضيحات حول ما يقصد. ولا يساور الأفالانيين شك بأن الريادة ستؤول إليهم، وما يشغل اهتمامهم هو قيمة هذه الريادة بحساب عدد مقاعد المجلس الشعبي الوطني.. حول هذا الموضوع يقول عضو مجلس الأمة سابقا بوجمعة صويلح ''الأفالان سيقود الحياة السياسية بحذر ودون هيمنة''. يفهم من ذلك أن الأفالان قد يبقى القوة السياسية الأولى، لكن دون أغلبية مريحة. حول نفس الموضوع يضيف عيسي ''سنبقى إن شاء الله القوة الأولى في البلاد، ليس بإمكاني أن أعطيك نسبة هذه القوة، لكن الأكيد أن درجة التعبئة وحجم القبول والتأييد الشعبي عندنا، لا يضاهيه أي حزب''. وبدا المقر المركزي خاليا من الغاضبين الذين دأبوا على الاجتماع بمكتب القيادي سي عفيف. وعلمنا بأن اجتماعاتهم تتم حاليا بقسمة ساحة أول ماي في العاصمة. ويرى الأوفياء لخط بلخادم أن 30 بالمائة على الأقل من موارد الحزب البشرية تنشق عنه في كل موعد انتخابي، لتشارك بقوائم مستقلة، ثم سرعان ما يعود الغاضبون إلى قواعدهم بعد الانتخابات. أما الطرف الآخر فيحلف بأن الإعصار سيزداد قوة بعد الانتخابات ليطيح ببلخادم ومن معه.