بعد ''صفية''، ''إلهام''، ''كندي'' و''بيناتنا''، سيطل المخرج ومدير التصوير، بشير سلامي، على متتبعي الشبكة البرامجية لشهر رمضان، بمسلسل درامي اجتماعي، يحمل عنوان ''دموع القلب''، لكاتبة السيناريو فاطمة الزهراء لعجايمي، التي تنقل عبر 15 حلقة صرخة امرأة مقهورة تدعى ''حنان''، وتجسدها تلفزيونيا الممثلة رانيا سيروتي. وحين تنقلنا إلى إحدى ''الفيلات'' ببلدية درارية غربي العاصمة، وجدنا طاقم العمل يستعد لتصوير المشهد رقم 517، الذي يظهر النقاش الدائر ما بين الطبيب ''أيمن'' (مصطفى لعريبي) والشرطي ''كمال'' (مبروك فروجي) والمحامي ''يوسف'' (بشير حبشي) بمكتب الأخير. ووسط أجواء مرحة ممزوجة بالدعابة تارة، والصرامة تارة أخرى، انطلق التصوير، بحضور كاتبة السيناريو فاطمة الزهراء لعجايمي، التي لم تتوانَ عن إبداء الملاحظات، شأنها في ذلك شأن المخرج بشير سلامي الذي لم يبخل، بدوره، بالتوجيه وإسداء النصائح. عندما يولد الحب من رحم القهر يرصد المسلسل الذي ستتوزع أحداثه على 15 حلقة، يمتد عمر الواحدة منها إلى 45 دقيقة، يوميات عائلة ميسورة تتشكل من أربعة إخوة، ثلاث إناث وذكر، هم: ''حنان'' (رانيا سيروتي)، رومايسا (إيمان نوال)، ''هدى'' (هدى) و''وحيد'' (أمين)، حيث تضطر البنت الكبرى ''حنان'' لمغادرة مقاعد الجامعة والتكفل بإخوتها، بعد وفاة والدتهم ''يمينة'' التي تؤدي دورها الممثلة نادية طالبي. هنا، يظهر أحدهم بنية شراء ''الفيلا'' التي كلما مرّ بجوارها، يتذكر شقيقتيه ''يمينة'' و''جميلة'' ، اللتين اغترب عنهما مدة 50 سنة، دون أن يعلم بأن ''الفيلا'' هي بيت العائلة. ومع تصاعد الأحداث، تنفجر الحبكة بميلاد علاقة حب تكلل بالزواج، تربط ''حنان'' بطبيب العائلة ''أيمن''، الذي تغرم به ''هدى'' فيما بعد. بينما تلجأ ''رومايسا'' إلى مغادرة البيت، جراء الخلافات التي تنشب فيما بينها وبين ''حنان''، منتهية بالانزلاق في عالم الانحراف. أما ''وحيد''، الشاب القاصر الذي يزاول دراسته بالثانوية، فيعيش في وهم، مفاده أنه الوريث الوحيد للبيت ويحق له بيعه، لكن عمه الذي يرمي إلى تفكيك وثاق العائلة يضغط عليه، لإقناعه بأن ''حنان'' هي صاحبة الملكية، فتبدأ المشاكل معها، إلى أن يجره الوضع القائم إلى التورط في المخدرات. شح في الميزانية.. وصراع مع الوقت أقرّ بشير سلامي بأن الميزانية التي رصدت للعمل ضعيفة، إذا ما قورنت بما طلبه الممثلون في البداية. لكن، باسم الصداقة التي تجمعنا، والأعمال التي لمّت شملنا على أكثر من صعيد، يقول المتحدث: ''تفهم الممثلون الأمر، وتنازلوا عن مستحقاتهم بنسب معتبرة''، معقبا: ''صحيح أننا تمنينا لو ضخت لنا ميزانية أكبر لتغطية الأجور المطلوبة. لكن، الحمد لله أننا لم نلقَ أي مشاكل مع المشاركين''. وبخصوص عامل الوقت، أشار المخرج إلى أن التلفزيون طلب تسليم العمل، غدا، إلا أن ''ضيق الوقت سيجبرنا على تسليم ست أو سبع حلقات فقط، في انتظار استكمال الحلقات المتبقية، موازاة مع عرض الجاهزة منها''. وتابع موضحا: ''إننا نصوّر ونركّب في آن واحد، ومع ذلك، مازلنا نسابق الزمن لإتمامه في أقرب فرصة''. اعتذار مليكة بلباي يثلج الصدر بعد طول تفكير، استقر بشير سلامي على الممثلة مليكة بلباي لتقمص دور البطولة ''حنان''. ولأن رب ضارة نافعة، فقد عاد اعتذارها عن المشاركة، بحجة ارتباطها بعمل آخر، قبيل أسبوع من انطلاق التصوير، بالفائدة على الممثلة رانيا سيروتي، التي كان يرتقب ظهورها في دور ''فلة''. وحسب سلامي، فإن ''القدرات التمثيلية الرائعة التي أبانت عنها رانيا، جعلتني أقتنع بإسنادها دور البطولة، دونما تردد''، مستطردا: ''أعترف بأن انتقائي الأول لم يكن صائبا، وقد كنت على وشك ارتكاب خطأ جسيم. لذا، تجدينني سعيدا جدا بعدم مشاركة مليكة، التي أسدت لي خدمة كبيرة باعتذارها''.