أكثر أسباب الاستثمارات الطبية في شهر رمضان هي الأوجاع والاضطرابات الهضمية التي يشتكي منها أغلب المرضى الذين يصلون إلى مصلحة الاستعجالات، إضافة إلى أعراض عامة، مثل التقيؤ المتكرّر، أوجاع الرأس، الدوخة، الغثيان، قلة النوم، العياء... إلخ، لأن أغلب هؤلاء المرضى يصبحون بحلول رمضان يأكلون أكثر مما يطيقون، ويشربون دون شبعة، ولا ينامون إلا قليلا. يكتشف أكثر الصائمين، منذ أول يوم صيام، شراهة للأكل والشراب لا مثيل لها، فيصبح الكثير يأكلون أضعاف ما كانوا يأكلونه من قبل، ويشربون كل أنواع العصائر والمشروبات الغازية، والقهوة والشاي، وغيرها مما يجدونه أمامهم. كما لا يتردّدون إطلاقا أمام مختلف الأطباق التي تعرض عليهم عند الفطور، من شوربة ولحم وحساء ومطلوع أو خبز وبوراك، ومشروبات غازية وأجبان وياغورت، دون نسيان مختلف الحلويات المنزلية، كالبقلاوة والصامصة والقطايف والمقروط ثم التجارية، مثل الزلابية وقلب اللوز. هذا ما يجعل هؤلاء الأشخاص يعانون من أعراض مختلفة في أواخر السهرة أو في صباح الغد، مثل الأوجاع البطنية التي توحي للمصاب كأن أمعاءه تتقطع، وانتفاخ البطن، وصعوبة التنفس مع الحسرة والقلق، إضافة إلى الإسهال أحيانا والإمساك أحيانا أخرى. هذا كله يعود إلى السلوكات غير المقبولة من طرف هؤلاء الذين يعتبرون شهر رمضان شهر الأكل والشراب والسهر واللعب، وليس شهرا للطاعة والعبادة، وتمكين جسدهم من الاستراحة وتجديد قواه بدل إرهاقه وإضعافه. يجب على الصائم أن يحافظ على سلوك مثالية، والشروع في الأكل عند الفطور بهدوء وقناعة، دون تجاوز الكميات الضرورية في مختلف الأنواع الغذائية المتوفرة، ودون إلحاق أضرار ومتاعب، وربما أمراض ومضاعفات لنفسه وجسده، بسبب عدم التحكم في النفس وغياب روح المسؤولية والقناعة والقدرة على السيطرة على رغباته.