أفاد المجاهد لعجال أحمد، القاطن ببلدية فوكة في تيبازة، أن الفرنسي روجي ونتر هالتر المهدد بسحب صفة محارب قديم بفرنسا منه، بسبب إعلانه قبل أسبوعين أنه دعم الأفالان خلال حرب التحرير، ساند نضال الشعب الجزائري انطلاقا من قناعته بحق الجزائريين في الاستقلال. وصنف لعجال الضجة التي أحدثت في فرنسا بعد صدور كتاب هالتر، حول دعمه لكفاح الشعب الجزائري ضد فرنسا الاستعمارية في خانة ''استمرار العقلية الاستعمارية التي تتحكم في تصرفات جزء من الفرنسيين''. ويقول لعجال إنه تعرف عن قرب عن هالتر، الذي كان رئيس بلدية بفرنسا. وذكر المجاهد لعجال محمد ل''الخبر'' أن روجي ونتر هالتر ''اقتنع منذ التحاقه بالجزائر كمجند احتياطي في الجيش الفرنسي أواخر سنة 1959، بحق الجزائريين في الاستقلال، لاستغرابه لما عاشه الشعب الجزائري من ظلم آنذاك، ليعلن لصديق جزائري له يعمل معه في مخزن الألبسة بالثكنة بمنطقة تلاغمة، يدعى محفوظ غربي، عن رغبته في مساندة الثورة قائلا: ''كيف تصمتون على وضع كهذا، فلو وجدت طريقة لأشارك معكم ضد الاستعمار لفعلت''. ويقول المجاهد لعجال الذي كان مكلفا بالتنسيق بين جيش التحرير وأعضاء الخلية من داخل الثكنة، أن إعلان ونتر هالتر مساندته لقضية الشعب الجزائري، كانت وراء مساهمته الفعالة في الثورة التحريرية من خلال انضمامه لخلية جبهة التحرير بالقطاع الثالث بالولاية التاريخية الثانية، الناحية الأولى، المنطقة الثالثة إيمانا منه بالمبادئ الإنسانية ونبذ فكرة الاستعمار، قبل أن يكتب مذكراته بمناسبة أربعينية استقلال الجزائر ''انخراط ضد التيار'' شرح فيها أسباب التحاقه بالثورة. واعتبر المتحدث أن ردود الفعل الفرنسية التي تلت اعترافات جون ونتر هالتر بمساندته لجبهة التحرير، أثناء الثورة ''تؤكد مرة أخرى عدم تقبل الفرنسيين فكرة ''الجزائر جزائرية'' وتمسكهم بالنظرة الاستعمارية المستمرة في حق الجزائر''، مؤكدا أن تهديد رفيقه في النضال مع الجبهة كان منتظرا بالنظر لما تصدره الكتاب من فضح للفكر الاستعماري ولومه لفرنسا والرد عليها عن جرائمها في حق الشعب الجزائري. وخاطب المجاهد لعجال دعاة الفكر الاستعماري قائلا: ''المجاهدون وأصدقاء الثورة من الفرنسيين لم يحاربوا الشعب الفرنسي بل قاوموا الاستعماريين''. وأضاف أن هالتر لم يخفت صوته يوما في الدفاع عن القضايا العادلة للشعوب من خلال منظمته ''المواطنة العالمية'' التي ترأسها ولايزال عضوا فيها، ولم يتوقف عن مساعدة الجزائريين المغتربين في تسوية وضعيتهم، وختم بالقول إن زميله في الكفاح ''ورث الفكر المعادي للاستعمار عن والده الذي كان منضويا في إحدى المنظمات الفرنسية التي قاومت الاحتلال الألماني لفرنسا، وذكر أن روجي اعتاد زيارته بمدينة فوكة كل سنة وسيحمل له نسخة من الكتاب شهر أكتوبر المقبل. وكانت المنظمة الوطنية للمجاهدين قد اتصلت بونتر هالتر في وقت سابق وسلمته شهادة تقدير وعرفان على ما قدمه من دعم ومساندة للقضية الجزائرية.