وقف المئات من أفراد قوات مكافحة الشغب بين أنصار الأمين العام للأفالان، عبد العزيز بلخادم، وخصومه في اللجنة المركزية، من جديد لمنع صدامات متوقعة بعد إعلان المعارضة عن نيتها في اقتحام المقر المركزي للأفالان. أقامت قوات الأمن عدة حواجز على الطرق والأزقة المؤدية إلى مقر الأفالان في حيدرة، بينما عزل المعارضون في حديقة قبالة المديرية العامة للحماية المدنية. وبدا التوتر واضحا في مقر قيادة الأفالان، رغم محاولات بعض الشبان استقدمهم موالون للأمين العام لحراسة المقر، إضفاء جو من الحيوية لطرد النعاس من عيونهم، ورددوا أهازيج ملاعب كرة القدم، وأغاني الأعراس وتفاعل حاضرون انزووا تحت ظل شجيرات مع أغنية ''واش داني ليك أنتي ماكي ليا وأنا ماني ليك''. وفضل أغلب أعضاء المكتب السياسي عدم التنقل إلى مقر الحزب، كما تخلف عبد العزيز بلخادم عن الحضور، وكلف البرلماني الأفالاني الطاهر خاوة الحديث باسم الحزب. وأبلغ خاوة الصحفيين بأن الموجودين في مقر الحزب جاؤوا لصون الجبهة والتضامن مع الأمين العام، واستغرب حديث المعارضين عن اقتحام المقر، وقال: ''هل هناك من يقتحم بيته''. ولكن مصادر من الأفالان قالت إن أوامر صدرت عن الأمين العام لمنع المعارضين من دخول المقر، بحجة وجود أعضاء مجمدة عضويتهم ضمن المعارضة. وأمام صعوبة الانتقال إلى مقر الأفالان، انتقل المعارضون إلى حديقة تقع قبالة المديرية العامة للحماية المدنية، غير بعيد عن مقر الحزب، تحت مراقبة أمنية مشددة. وشارك في اللقاء أعضاء سابقون في المكتب السياسي والحكومة ونواب سابقون، ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق، عمار سعداني الذي يروج اسمه كبديل محتمل لبلخادم. وتولى الوزير السابق الهادي خالدي وعبد الكريم عبادة تنشيط اللقاء، بمعية عبد الرزاق بوحارة، أحد الفاعلين في لجنة العقلاء. وأعلن عبد الكريم عبادة، منسق الحركة التقويمية، في كلمة له باستعمال مكبر الصوت، عن رفع دعوى قضائية ضد الأمين العام لمنعه أعضاء اللجنة من دخول المقر. وجرى في مرحلة أولى إيداع شكوى لدى مصالح الأمن. وخاطب عبادة، الذي كان يرتدي قبعة رياضية: ''نحن أصحاب حق مشروع من أجل تقويم الحزب وإرجاعه إلى أبنائه، وتوجه للحاضرين الذين استعملوا نفس الملصقات التي رفعت في 15 جوان الماضي أمام فندق الرياض بمناسبة عقد دورة اللجنة المركزية، بالدعوة للهدوء وخاطبهم أنه (بلخادم) رأى أن يبقى أمينا عاما ولو على أشلاء المناضلين. وتم توزيع خلال التجمع بيانين، الأول للجنة التقويمية، والثاني باسم اللجنة المركزية. ودعت التقويمية إلى إقالة بلخادم وانتخاب أمين عام جديد، فيما دعا بيان اللجنة المركزية إلى عقد دورة طارئة للجنة من أجل انتخاب أمين عام جديد. في حين اتهمت لجنة العقلاء في الحزب، في وثيقة لها، قيادة الحزب بالتعنت والتعصب واستعمال العنف، ودعت المناضلين حيث ما كانوا للتجند لإنقاذ الجبهة، ورأت أنه سيقتنع الجميع في النهاية بأنه لا يمكن البقاء مطلقا في المنصب. وغادر المعارضون ''الحديقة'' تباعا، لكن مجموعة منهم حاولت السير نحو مقر الأفالان، لكن قوات الأمن منعتهم، وأثار تسريب الخبر إلى مقر الجهاز عبر ''الجواسيس'' حالة طوارئ، لدقائق طويلة، لكن تبين لاحقا أن الإنذار كان كاذبا.