قال محمد ساري، إن ثلاثية الشمال لمحمد ديب، تختلف جذريا عن ثلاثيته الأولى التي تضم روايات ''الدار الكبيرة''، ''النول'' و''الحريق''. وبرز هذا الاختلاف، حسبه، من حيث الموضوع. ففي الثلاثية الأولى كان الموضوع هو الجزائر ومواجهتها للاستعمار الفرنسي، بينما موضوع الثلاثية الشمال فمختلف تماما. اعتبر محمد ساري، خلال ندوة مكتبة الشهاب، أول أمس بباب الواد، بمناسبة إنجازه للترجمة العربية لثلاثية الشمال، أن معظم أحداث الثلاثية الثانية تدور في الريف الفرنسي وفي فلندا التي استقرّ بها الروائي بعد أن ترك فرنسا لأسباب متعلقة بقلة الترحيب بأعماله الأدبية. وحسب ساري، فإن شخصيات ثلاثية الشمال ليست كثيفة مقارنة مع ثلاثية الجزائر، واعتمدت على توظيف كتابة كلاسيكية قائمة على كون السارد هو البطل الذي يحكي حياته ويركز على ذاته. وقال المحاضر: ''البطل ''صلح'' في رواية ''سطوح أرسول'' رجل من الجنوب المتوسط، ضائع في مدينة كبيرة ويتجول فيها، ثم يقرر العودة إلى الفندق بعد أن يلاحظ مشهدا غريبا يثير فيه الكثير من الأشياء، يحاول أن يكشف رمز ذلك المشهد، والصدفة تجعله يتعرف على شخص، يعرفه بامرأة من الشمال''. أما الجزء الثاني من الثلاثية الصادر بعنوان ''غفوة حواء'' فيحتوى صوتين، صوت امرأة وصوت رجل، حيث تحكي المرأة في البداية عن نفسها، ثم يحكي ''صلح''، ليأتي جزء آخر يصف تطور العلاقة بينهما. وبشأن الجزء الثالث من الثلاثية، والصادر بعنوان ''ثلوج من رخام''، ذكر ساري أنها تعبّر عن تطور العلاقة بين البطلين، وتحتوي على عدة إحالات للتراث العربي الإسلامي.