تتسارع وتيرة أحداث الأزمة السورية على الصعيدين الداخلي والخارجي، ففي الوقت الذي أعربت فيه العواصمالغربية عن تخوفها من الجماعات الإسلامية المسلحة المتطرفة، أعلن عدد من الجماعات المسلحة الناشطة تحت لواء الجهاد عن تشكيل ''الجبهة الإسلامية السورية''، وشددت على أن الجبهة الجديدة تنتهج موقف الاعتدال وبعيدة عن التطرف، وإن دعت إلى ''بناء مجتمع إسلامي حضاري يحكم بشرع الله''، على حد ما جاء في بيان الجبهة. يأتي الإعلان عن هذا التنظيم العسكري المعارض الجديد بالموازاة مع الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي لتفادي الحلول العسكرية وفي سبيل التوصل لتوافق دولي لإنهاء الأزمة، وأعلنت مصادر مقربة من الإبراهيمي عن تقارب روسي أمريكي حول خطة لتوفير خروج آمن للرئيس السوري رفقة عدد من مقربيه وعائلته مقابل التنحي عن الحكم والسماح للمعارضة بتشكيل حكومة انتقالية. وترجح المؤشرات في الفترة الأخيرة هذا الطرح، حيث صرح نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل، أمس، أن التيار الغالب في صفوف النظام بسوريا ولدى المعارضة أصبح أكثر اقتناعا بحتمية الاحتكام للحل السياسي، وكان نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، قد أفصح عن عدم إمكانية حسم الصراع عسكريا، وهو نفس الطرح الذي تحدث عنه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الأمر الذي اعتبره المراقبون دليلا على تغير في الموقف الروسي وقبولا ضمنيا بالعمل من أجل إنهاء النزاع المسلح. في السياق ذاته، عبّر لافروف عن عدم قدرة روسيا وحدها ولا الصين على إقناع الرئيس الأسد للتنحي عن الحكم امتثالا لشروط المعارضة، في تلميح إلى ضرورة ممارسة العواصمالغربية لضغوط على المعارضة من أجل إيجاد أرضية توافقية بين الطرفين، مع العلم أن الائتلاف قبل مبدئيا بفكرة منح الأسد مخرج آمن، على أن يتم الفصل في آليات تجسيد تسليم السلطة بمجرد أن تعلن كل الأطراف موافقتها على الخطة، وهو ما سيتضح في الأيام القليلة القادمة، إذ ينتظر أن يزور الأخضر الإبراهيمي كلا من موسكو ودمشق. في المقابل يستمر الوضع الميداني في التأزم بفعل احتدام الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، حيث ذكرت التقارير الواردة من سوريا أن الجيش النظامي واصل القصف الجوي على عدد من المناطق السكنية، فيما واصل الجيش الحر تقدمه في عدد من النقاط. من جانب آخر، أفادت المنظمات الدولية بتدهور الوضع الإنساني الذي بات يهدد السوريين بكارثة إنسانية.