الرِّبا من أكل أموال النّاس بالباطل، وجهات أكل أموال النّاس بالباطل كثيرة، وقد نهى الله عن جميع ذلك بقوله تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينَكم بالباطل ...} النّساء:29. فمن جهات أكل أموال النّاس بالباطل: جميعُ ما يأخذه السّلاطين الظلمة وأعوانهم من أموال المسلمين من الجبَايات والمكوس والعشور وغير ذلك، وذلك محرّم شديد التّحريم، والمأخوذ من الحرام السُّحت الّذي لا شبهة فيه، والمكَّاس والعشَّار من المتعرّضين لسخط الله ومقته. وقد ورد في دمِّهم وشدّة عقاب الله لهم الأخبار الكثيرة، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا يدخل الجنّة صاحب مكس''، قال يزيد بن هارون رحمه الله: يعني العشار، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''إنّ صاحب المكس في النّار'' أخرجه أحمد من حديث رويفع بن ثابت رضي الله عنه. ومن أكْل أموال النّاس بالباطل: ما يُؤخَذ ظُلمًا بالغصب والنّهب، والسّرقة والخيانة في الأمانات، وما يقتطعه الإنسان من أموالهم بالأيمان الفاجرة وشهادات الزُّور، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن ظَلَم قَيْدَ شِبْرٍ من الأرض طُوِّقَه من سبع أرَضين''، متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''اتّقوا الظُّلم فإنّ الظُّلم ظُلمات يوم القيامة'' أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه.