كان يلقّب في منتصف الخمسينيات “بالعمدة” ابن حي “سانتوجان” بولوغين حاليا، كان في ذلك الوقت واحد من أحسن اللاّعبين على مستوى المحور في العالم، بدليل أنه في عام 1958، قام مدرب المنتخب الفرنسي بتفضيل مصطفى زيتوني على المخضرم جونكي للمشاركة في كأس العالم التي جرت في ذلك الوقت بالسويد، بعد تألقه في بعض المباريات مع “ الديكة، خاصة مواجهته أمام المنتخب الإسباني حين فرض رقابة لصيقة على النجم دي ستيفانو. ورغم شهرته وطريق البروز والتألق الذي فتح أمامه، إلا أن مصطفى زيتوني ضحى بكل ذلك واستجاب لنداء الثورة والتحق بفريق جبهة التحرير الوطني، رغم أنه كان نجما كبيرا ولاعبا يملك “كاريزمة” وشخصية قوية جدا، حيث تحدثت كل وسائل الإعلام في تلك الفترة عن رحيله والتحاقه بالثورة الجزائرية. واستغربت الصحف الفرنسية وهي تتحدث عن النجم لخياره، وكتبت إحدى الصحف بأنه من الغرابة لنجم مثل زيتوني التضحية بمستقبله الكروي ويغامر بمستقبله الإحترافي من أجل مباريات استعراضية مع منتخب غير معترف به، ويترك منافسة كروية كبيرة هي كأس العالم. زيتوني الذي صدم كل الفرنسيين عندما اختار الجزائر، ورفض المشاركة في كأس العالم بألوان المنتخب الفرنسي، لعب لفريقين في فرنسا، وحمل ألوان نادي “كان” لموسم واحد قبل التحوّل إلى نادي موناكو الذي لعب له لأربعة مواسم، قبل هروبه والتحاقه بفريق جبهة التحرير الوطني. وعقب الاستقلال، اختار مصطفى زيتوني رائد القبّة وحمل ألوانه من 1962 إلى 1966، حيث انضم له كلاعب وكمدرب، وساهم بشكل كبير في تطوير هذا النادي وكان له شرف لعب النهائي أمام العملاق “السياربي” في مباراة كبيرة خسرها أبناء القبة بثلاثية مقابل واحد. اعتزل مصطفى زيتوني الكرة على عمر يناهز ال 38 سنة، واختار العودة للعمل في مكتب الخطوط الجوية الجزائرية بنيس، قبل أن تبدأ تظهر عليه أعراض المرض، مما أثّر عليه كثيرا ووجد بجانبه زوجته الفرنسية التي استغلت تنظيم الندوات والمناسبات حين يتم تكريم فريق جبهة التحرير الوطني لتحسيس الجميع بشأن وضعية مصطفى زيتوني أحد رموز الكرة الجزائرية الذي يبلغ الآن 85 سنة من العمر. زيتوني المهمّش منذ مرضه وقبله أيضا، سجّل هدفين مع المنتخب الوطني وتقمص ألوان “الخضر” بعد الإستقلال 17 مرة.