في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لتنظيم مؤتمر جنيف 2، عادت مخاوف التدخل العسكري، على خلفية ما كشفته مصادر أمنية أمريكية بخصوص شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على قاعدة عسكرية بسواحل مدينة اللاذقية السورية. قالت المصادر الأمريكية أن الغارة استهدفت مخازن تحتوي على صواريخ ومعدات عسكرية كانت موجهة إلى ميليشيا حزب الله اللبناني، وعلى الرغم من عدم تأكيد المصادر الرسمية لهذه الأخبار، إلا أنها تزامنت مع المعلومات الواردة من سوريا والتي أكدت سماع دوي انفجارات في منطقة عسكرية بمحافظة اللاذقية، فيما لم تصدر أي جهة رسمية سورية تأكيد أو نفي وقوع قصف عسكري على الأراضي السورية، مع الإشارة إلى أنها المرة الثالثة التي تقوم فيها القوات الجوية الإسرائيلية بشن غارات على مواقع سورية، ما دفع بالرئيس بشار الأسد، في وقت سابق، للتأكيد على أن بلاده مستعدة للرد على أي عدوان أجنبي على التراب السوري، الأمر الذي جدد المخاوف من انفلات الوضع في سوريا والاضطرار إلى الحلول العسكرية بدلا من الحل السياسي، لاسيما في ظل العراقيل التي تواجه انعقاد مؤتمر جنيف 2، بسبب رفض الحضور في المؤتمر ما لم يتنحى الأسد من الحكم. وجدد المبعوث الأممي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي أمس تأكيده خلال لقائه مع الرئيس اللبناني، ميشال سليمان على ضرورة مشاركة المعارضة السورية موحدة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في نهاية شهر نوفمبر المقبل، مشيرا في سياق حديثه إلى أن لا معنى من تنظيم المؤتمر في ظل غياب المعارضة ”إذا لم يكن ثمة معارضة إطلاقا لن يكون هنالك مؤتمر، لأن السوريين هم المعنيون وليس الدول المشاركة ولا الأمم المتحدة”. جاءت تصريحات الإبراهيمي في رد على تلميح المعارضة السورية الممثلة أساسا في الائتلاف السوري المعارض بعدم المشاركة في مؤتمر الحل السياسي للنزاع المسلح في سوريا، ما لم تتوفر ضمانات جادة بخصوص بعث الحوار مع ممثلين عن النظام السوري على أساس تنحي الأسد عن الحكم وتنظيم المرحلة الانتقالية، الأمر الذي ترفضه الحكومة السورية التي أبدت موافقتها على المشاركة في الحوار ما لم يشارك من أسمتهم ب”الإرهابيين”، في إشارة إلى المنتمين للجيش الحر السوري. من جانب آخر، اعتبرت روسيا على لسان رئيس الوزراء، ديميتري ميدفيدف أن الحديث عن تنحي الأسد كشرط مسبق من طرف المعارضة لحضور مؤتمر الحل السياسي ”أمر غير معقول”، مضيفا في السياق أن الأسد لن يتخلى عن منصبه باعتبار أن مسألة بقائه في الحكم من عدمها ”شأن داخلي يحدده السوريون أنفسهم”، كما طالب ميدفيدف من المجتمع الدولي الضغط على المعارضة لتوحيد صفوفها وإنهاء الأزمة السورية. في الأثناء، كشفت مصادر من الائتلاف المعارض أن أحمد الجربا رئيس الهيئة السياسية المعارضة وصل إلى القاهرة أمس تحسبا لاجتماع الجامعة العربية المقرر غدا الأحد، حيث من المنتظر أن يلقي الجربا كلمة أمام ممثلي الدول العربية في محاولة لإقناعهم بضرورة دعمهم في المطالبة من الرئيس الأسد التنحي عن الحكم.