لماذا تخصصت وسائل الإعلام الفرنسية هذه الأيام في التهكم على الرئيس بوتفليقة وعلى الجزائر بشكل عام؟ حتى لا نكون ملكيين أكثر من الملك، لن نرفع شعار تجريم الاستعمار في هذا الظرف بالذات ولن ندعو التلفزيون الجزائري لمقاضاة ”بيتي جورنال” ولا وزارتنا للاتصال بمقاضاة حصة فرانس 2... فرئيسنا أبى إلا أن يستقبل ”مير” باريس وأي شخصية تأتي من فرنسا حتى وهو مريض، بينما لم تطأ قدماه البرلمان الجزائري طيلة 15 سنة من الحكم. ما يهمنا اليوم هو أن نعرف لماذا يغازل الفرنسيون بوتفليقة رسميا ويتهكمون عليه من وراء ظهره ويسربون نكتهم لوسائلهم الإعلامية الحرة إلى حد بعيد. لن يطرح لوران روكيي تساؤله ”من سيصل الأول في صناديق الاقتراع، بوتفليقة أم ملفه الصحي؟” لو لم يكن على دراية ولو جزئيا بخبايا هذا الملف الصحي. ولن تصل إلى ”كنال +” الصور الأصلية التي فبركها التلفزيون الجزائري لإظهار الرئيس في صحة جيدة أمام الوزير الأول الفرنسي، لو لم يكن هناك داع سياسي لإظهار ولو جزء من حقيقة مرض بوتفليقة. ولن يعبر فرانسوا هولاند عن ارتياحه لعودة وزيره للداخلية ”سالما معافى” من الجزائر لو لم تكن لديه رغبة في إظهار حقيقة الاحتقان الموجود على أعلى هرم السلطة في الجزائر. وهناك حقيقة أخرى تحملها هذه الرسائل تتمثل في الذهنية التي تحكم الفرنسيين في علاقاتهم مع حكومتنا. فقد أخطأ من اعتقد أن باريس تريد عهدة رابعة بأي ثمن حبا في بوتفليقة وحبا في استقرار الجزائر... لكن أخطأ أيضا من اعتقد أن باريس ستتراجع عن مساندة العهدة الرابعة دفاعا عن الديمقراطية وحبا في التغيير السلمي للنظام في بلادنا... باريس إذن تتفرج وتضحك وتنكت وتنتظر النتيجة النهائية وأيا كان الملك القادم لن تنتهي الصفقات ولن تقفل الأسواق ولن ينقرض الأصدقاء... أما الرسالة التي يجب أن نفهمها نحن ونعمل على تجسيدها فتتمثل في الكف عن الرد على فرنسا والعمل على إيجاد بديل لبوتفليقة في أقرب وقت ممكن، لأن تضييع الوقت في معالجة معضلة بوتفليقة سيفقدنا آخر الأوراق التي بين أيدينا. [email protected]