إذا سلّمت بريطانيا عبد المؤمن خليفة للجزائر كما هو متوقع، فإن العديد من الناس في السلطة وفي محيطها قد لا ينامون.! خاصة إذا نفّذ عبد المؤمن تهديداته بكشف المستور في كل الملف، خاصة وأن الرجل بقي عدة سنوات أمينا عاما لحزب الفساد في الجزائر، ويعرف مناضليه حق المعرفة. ومادام حزب الفساد ما يزال في السلطة فمن الممكن أن يتفاوض مع المعني ويرتب له محاكمة عادلة تجعل عقوبته تساوي أو تقل عن السنوات التي قضاها في سجون بريطانيا.. وكفى الله السراق شر العقاب.! وبذلك يخرج عبد المؤمن خليفة وحزبه من هذه الورطة. لا يمكن أن أصدق بأن حزب الفساد الحاكم منذ سنوات يمكن أن يجعل من أمينه العام خليفة “جان فالجان” بؤساء فيكتور هيڤو وهم وهو في الواقع أسعد من علي بابا.! هل يمكن أن نتصور مثلا أن عبد المؤمن يمكن أن يتحدث بصراحة عن الآتي: أولا: كيف نقل جزء من حكومة الجزائر ورجال أعمالها وحتى رئيسها إلى “لاص فيڤاص” بأمريكا لدراسة كيفية تطوير وتنمية الجزائر من هناك؟! هل يمكن أن نعرف من هو صاحب الفكرة وكيف نفذها عبد المؤمن وهل يمكن أن نعرف أسماء هؤلاء القطعان الذين شحنوا من طرف الخليفة إلى هناك كما تشحن الأغنام؟! ثانيا: هل سيكشف لنا عبد المؤمن حكاية قناة الخليفة (T.V) كيف بدأت في فرنسا وكيف انتقلت إلى بريطانيا، ويكشف لنا بالأسماء والفواتير الذين استفادوا من تعاونية قناة الخليفة (T.V)؟! ويقول لنا لماذا اتفق مع الحكومة ضمنيا على السكوت عن ملف هذه القناة؟! ثالثا: هل يمكن أن نطمع في أن يعاد التحقيق في الملفات التي أبعدت بطريقة أو بأخرى في موضوع خليفة بنك، سواء الملفات التي تتعلق ببعض الوزراء أو التي تتعلق بمسؤولين في النقابة، وكذلك مسؤولين على مستويات أخرى في قطاعات أخرى حساسة. أغلب الظن أن عبد المؤمن سيكون (عند عودته) الإمام الذي يقرأ الفاتحة على روح أول وأكبر فضيحة فساد سميت بفضيحة القرن ليدفن الملف معززا مكرما بجنازة رسمية؟! سيقول لنا الباقون من الفاسدين والمتهمون بالنظافة أن الوضع العام للبلاد لا يقبل فتح ملف هكذا.. والأمر في الأساس يتعلق بأخطاء قضائية تشبه الأخطاء التي ارتكبها القضاء في المطالبة بإحضار شكيب خليل وسيحدث لملف الخليفة ما حدث لملف (B.R.C) وملف الطائرات العسكرية الروسية المخدوعة.. وملف شكيب.! ويصبح الحديث عن الفساد كذبة كبيرة أطلقها جزء من النظام على جزء آخر منه لإلهاء الناس ولاغير ذلك؟! وأمامكم المثل المصري.