قرر السعيد بوتفليقة، الذي يشغل منصب مستشار لشقيقه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مقاضاة الكاتب الصحفي وضابط المخابرات الأسبق هشام عبود، الذي يعتزم طرح كتاب جديد يتهم فيه المستشار بالرئاسة ب«الشذوذ والفساد”. أبلغ السعيد بوتفليقة موقع “كل شيء عن الجزائر” أمس، أن “أقوال هشام عبود اللاجئ حاليا في أوروبا، غير مقبولة، وأن ما ورد في رسالته إليه، بالخطورة التي لا تعني فقط شخصي بل تسيء إلى كل الشعب الجزائري الذي لا يقبل أن يكون لأخ الرئيس مثل هذا السلوك”. وتابع: “لن أسكت، سأقدم شكوى ضد هشام عبود الذي لم يسبق أن عرفته، لن أرد عليه”، موضحا أن الرسالة موجهة لكافة الشعب الجزائري وبالتالي فإنه، أي عبود مسؤول أمامه”، وقال شقيق بوتفليقة “لقد رخصت بنشر مضمون الرسالة المكونة من أربع صفحات لإشهاد الرأي العام الجزائري.. لقد تلقيت رسالة هشام عبود عن طريق مصالح الرئاسة وقررت أن أنشرها كاملة”. وطلب هشام عبود في رسالته من السعيد بوتفليقة إبداء موقفه حول صفحات من كتاب يعتزم نشره بعنوان “الجزائر في ظل حكم بوتفليقة، سرقة، احتيال، ورشوة”، وتوجه إليه وفق الوثيقة المصورة المنشورة على الصحيفة الإلكترونية قائلا: “وأنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة من كتاب على الجزائر في ظل حكم بوتفليقة، جمعت معلومات وشهادات تخصكم، وأن أغلبها ليست في صالحكم، والنزاهة الفكرية والموضوعية، تلزمني باستشارتكم بخصوص مساركم المهني وأعمالكم السياسية وتورطكم في قضايا الفساد”. وتضم الشهادات محطات من حياة مستشار الرئيس، واتهامات له بالشذوذ الجنسي، ويزعم الضابط السابق في المخابرات أن السعيد كان أيام دراسته ما بعد التدرج في فرنسا على علاقة مع دبلوماسي مغربي رخص له بالإقامة في شقته، وأن المخابرات الفرنسية على علم بالقضية، ويضيف أن الدبلوماسي المغربي، فتح عيونه على مخدر الحشيش قبل أن ينتقل إلى استهلاك أنواع أخرى من المخدرات كالكوكايين، إلى درجة الإدمان. وتضمنت الرسالة مزاعم بخصوص السلوك الجنسي لمستشار الرئيس، وصلت حد اتهامه بالسادية والمازوشية أي التلذذ بتعذيب الآخرين والذات. وأشار هشام عبود في صفحاته الموجهة إلى سعيد بوتفليقة إلى الشبهات حول تورطه في كبريات قضايا الفساد، وخاطبه “كثيرون يشهدون بأنك متورط بكبرى القضايا مثل سوناطراك والطريق السريع شرق - غرب وفيليب موريس ومتورط في قضية الخليفة.. والحصول على ما نسبته 50 بالمائة من الأرباح التي يحققها علي حداد رئيس مجمع الأشغال العمومية”. ويسأل عبود عن حقيقة التقارير بخصوص حيازة شقيق الرئيس على حساب سري في سويسرا يقدر ب9 مليارات فرنك سويسري (1فرنك يعادل 88 دينارا). وفاجأت خطوة مستشار الرئيس بنشر رسالة تتهمه بالفساد والشذوذ الممتنعين، حيث تحمل في طياتها نبرة تحد لخصومه، موحيا بأنه يرفض التهم والابتزاز الذي توحي به الرسالة. وطبق سعيد بوتفليقة وهو من الشخصيات المثيرة للجدل حاليا، نفس التكتيك الذي استعمله الرئيس بوتفليقة في سبتمبر 1999، حين قام بنشر رسالة من القيادي الأفالاني عبد القادر حجار، ذكره بفضله عليه، واتهمه بإدارة ظهره لمن ساعدوه في الانتخابات الرئاسية.