مع اقتراب عيد الأضحى، لجأ العديد من سكان العاصمة إلى الاستثمار في الكباش، محوّلين محلاتهم إلى فضاءات عمومية وبيوتهم إلى اسطبلات، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأحياء تشبه قرى حقيقية تنبعث منها رائحة فضلات الكباش وعلفها من على مسافات طويلة. المواطنون الذين وجدوا في ارتفاع أسعار الكباش بالعاصمة فرصة جيدة لتربية وبيع الأغنام، لم يتعبوا أنفسهم بالبحث عن أماكن خاصة لممارسة نشاطهم الجديد، حيث اكتفوا بتحويل محلاتهم المتواجدة بأحياء راقية إلى نقاط بيع للكباش، حيث تفاجأ المواطنون بالقرب من إقامة صحراوي في العاشور، بتحويل أحد التجار للمقهى الخاص به إلى فضاء لبيع الكباش. هذا النشاط امتد أيضا إلى وسط العاصمة، حيث أقدم أحد المواطنين على خلق فضاء لتربية وبيع الكباش مقابل مدخل حديقة التجارب وعلى بعد أمتار من محطة “الميترو” والحاجز الأمني، حيث أحاط المكان بسياج لتتمكن عشرات الكباش من التحرك وتناول العلف الذي خصص له حاويات، ما يجعل المنظر يشبه إلى حد كبير قرية ريفية لاسيما مع الروائح القوية المنتشرة بالمكان. في قلب سوق الخضر والفواكه واللحوم ببلكور والمعروف ب”لعقيبة”، فتح أحد التجار محلا لبيع الكباش وتكديس رزم العلف على شكل إسطبل صغير بالمكان الذي يضيف الكباش إلى قائمة المواد الاستهلاكية التي يقدمها السوق للمواطنين. نفس الأمر سجلته جريدة “الخبر” في خرجتها الاستطلاعية، برويسو أيضا تنتشر رائحة الكباش على مسافة طويلة تجعلك تتخيل أنك حقا في مدينة ريفية بامتياز. كباش بالشرفات! مظاهر تجارة الكباش في العاصمة وصلت عند بعض العائلات إلى تحويل شرفات بيوتهم إلى أماكن لنوم الكباش ليلا، في حين يتم وضعها أمام العمارات نهارا، وهو الأمر الذي سجلناه بباش جراح، حيث أقدم أحد المواطنين على تربية 7 كباش دون عناء البحث عن مكان لوضعها، حيث يقوم نهارا بإخراجها أمام العمارة وتقديم العلف لها طول اليوم، بينما يدخلها ليلا إلى شرفة بيته، وهذا منذ أكثر من 15 يوما على عيد الأضحى، الأمر أثار حالة استياء لدى الجيران من الأوساخ والفضلات والروائح التي تتركها أمام العمارة. وعن أسباب هذا الوضع الفوضوي لانتشار أماكن تربية وبيع الكباش قبل العيد، قال صالح صويلح، الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين، إن غياب أسواق لبيع المواشي خلق هذه المظاهر مؤكدا: “الكباش أصبحت تباع أمام البريد المركزي بسبب غياب الرقابة”. وأضاف المتحدث، في تصريح ل”الخبر”، أن العاصمة وحدها تحتاج على الأقل إلى 4 أو 5 أسواق خاصة لبيع المواشي، موضحا: “على وزارة الفلاحة ووزارة التجارة بناء أسواق خاصة وليس فضاءات”. هذا وأشار صالح صويلح إلى مشكلة التعقيم التي تتعلق أساسا بالأسواق، معتبرا أنه من غير المنطقي تعقيم هذه الفضاءات، مصرحا: “من هب ودب أصبح يبيع المواشي وهذا ما خلق ارتفاع الأسعار والفوضى”. جولات رفقة الخرفان العديد من الشباب وجدوا في الكبش رفيقا جديدا للتجول معه وسط العاصمة والتباهي به. بساحة أول ماي وبالتحديد عند محطة حافلات “إيتوزا”، وقفت “الخبر” على مشهد فرجة خلقه شابان اصطحبا معهما كبشا للتجول في المحطة المكتظة بالمواطنين مساء، بعد حلق صوفه بطريقة غريبة وصبغه باللون البرتقالي. وحوّل الكبش المحطة إلى مكان قذر بعد طرح فضلاته أمام أعين رجال الأمن ودهشة المواطنين. نفس الأمر تم تسجيله على مستوى شارع محمد بلوزداد، حيث قام أحد الشباب بجولة في الشارع رفقة كبشه الذي يتميز بقرونه الكبيرة. شارع ديدوش مراد هو الآخر لم يتم استثنائه من هذه الظاهرة، حيث يقوم مجموعة من الشباب بعرض كباشهم التي تم حلق صوفها بطرق ملفتة للانتباه وصبغها بألوان مختلفة، وهي المظاهر التي حولت العاصمة قبل أكثر من أسبوع من عيد الأضحى إلى قرية ريفية تشاهد فيها الكباش وتصلك رائحتهم في كل مكان.