شدد المشاركون في الندوة التكوينية لأعوان الحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التي احتضنتها، أمس، الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للدار البيضاء، على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للتصدي للفيروس، خاصة بعد أن أصبح هذا الوباء ينذر بانتقاله عبر الحدود الجزائرية، بعد إعلان وزير الصحة المالي عن وفاة طفلة في الثانية من العمر تأكدت إصابتها بالمرض بعد عودتها من غينيا، وهو ما تسبب في حالة ذعر وتخوف لدى سكان منطقة تمنراست. وذكر المختصون المشاركون في الندوة، وفي مقدمتهم البروفسيور عمران من مستشفى الأمراض المعدية “القطار” في العاصمة، الدكتور حمادي من وزارة الصحة، والدكتور فوزي درار من معهد باستور بدالي ابراهيم، أن الفرق المعنية بالاتصال الأولي بالمصابين، على غرار أعوان الحماية المدنية والأطباء، يجهلون كيفية التعامل مع هذا الفيروس القاتل، ليقدموا أدق التفاصيل حول طريقة ارتداء ونزع المآزر والأقنعة والقبعات الوقائية الخاصة بإيبولا، باعتبار أن ملامستها بعد نقل المصاب وعزله تعرضهم للإصابة بهذا الفيروس القاتل. وأشار البروفيسور عمران، في هذا الخصوص، إلى أن خطر تسجيل الإصابة بإيبولا في الجزائر تصاعد بعد وفاة طفلة بالفيروس في مالي، مضيفا “ينبغي اتخاذ المزيد من الحذر والحيطة”. وحسب المختصين، فإن أعراض هذا الوباء تظهر بعد عشر ساعات فقط على شكل زكام وصداع، ثم تتطور إلى حمى مع غثيان وإسهال ونزيف الجلد الخارجي ونزيف الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينين والأنفين والأذنين، وتنتشر العدوى في أنحاء الجسم وتدمّر الشعيرات الدموية وأول تفجير يصيب الكبد. من جهته، كشف المدير الفرعي للإسعافات الطبية بالمديرية العامة للحماية المدنية، الطبيب المقدم أحسن سعدي، عن وضع مخطط وطني للتكفل بالحالات المشتبه فيها، بالتنسيق مع وزارة الصحة، شمل 50 ألف قناع جراحة و10 آلاف قناع “أف أف بي 2” و10 آلاف قبعة جراحية، إضافة إلى 10 آلاف من المآزر الخاصة، كما تم تخصيص سيارتي إسعاف في كل ولاية مجهزتين بالمعدات الطبية ووسائل الحماية والوقاية. وأكد ذات المصدر أن 48 طبيبا رئيسا خضعوا للتكوين في هذه الندوة حول فيروس “إيبولا” والتدابير الوقائية لمواجهته، وسيقومون بدورهم بتكوين أطباء مصالح الحماية المدنية بباقي ولايات الوطن. وباء “إيبولا” قاتل حسب أخصائيي علم الأوبئة، فإن مرض “إيبولا” قاتل بنسبة 90 في المائة، في ظل انعدام علاج أو لقاح مضاد له عبر العالم، وأن منظمة الصحة العالمية حذّرت من انتشاره وخروجه عن نطاق السيطرة، خاصة أن عدد الإصابات في تزايد مستمر ومعظمها في غرب إفريقيا. وينتشر الوباء بسرعة عن طريق العدوى من شخص لآخر بملامسة أعضاء الفرد المصاب أو ملامسة دمه أو سوائل جسمه، وأن المصاب به يتطلب عناية مركزة وفائقة، كما أن عمال الصحة هم الأكثر تعرضا له بسبب احتكاكهم بالمرضى، وهو ما يدفع الى ضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية صارمة كلبس الأقنعة والقفازات، وكذا النظارات الطبية الواقية، خاصة في ظل الاشتباه بوجود حالات ظهرت عليها بعض أعراض الداء الممثلة في الحمى المصحوبة بتعب شديد مع التهاب على مستوى الحلق، إلى جانب حالات إسهال وتقيؤ، ليتطور الأمر إلى اختلال في وظائف الكبد والكلى، مع إمكانية حدوث نزيف داخلي وخارجي وانخفاض في عدد الكريات الحمراء والصفائح، ما ينذر بموت بطيء. وعن التعامل مع المصابين به، أضاف محدثنا قائلا إنه يتوجب عزلهم تماما، سواء في مرحلة التكفل بهم طبيا أو حتى بعد موتهم، إذ من شأن العدوى أن تنتقل للعاملين بمصالح حفظ الجثث، بل وحتى لمن يتولى دفن الشخص الذي أصيب به. الجزائر: ص.بورويلة وزارة الصحة: لسنا بمنأى عن الوباء تعترف وزارة الصحة على لسان سليم بلقسّام، المستشار الإعلامي لدى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، بأن الجزائر ليست بمنأى عن فيروس “إيبولا” القاتل، مضيفا أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تسربه عبر المعابر الحدودية التي زودت بكاميرات حرارية لرصد الحالات، مع تدريب أطقم شركة الخطوط الجوية الجزائرية للتعامل مع الحالات المشتبه فيها. ورغم عدم وجود رحلات جوية مباشرة مع الدول المعنية بالداء مثل غينيا وليبيريا، إلا أن الحيطة واجبة. الجزائر: ص.بورويلة