أصبح المدرّب الفرنسي هرفي رونار قريبا من تولي شؤون العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلفا لمواطنه، كريستيان غوركوف، بعدما انسحب رونار، أمس، من تدريب نادي ليل الفرنسي بعد طلاق بالتراضي، بينما كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية، أول أمس، بأن غوركوف سينسحب بدوره من تدريب “الخضر” بعد مباراة السابع عشر من نوفمبر الجزائري. كل المؤشرات تصبّ في سياق ما حرصت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على تسريبه بذكاء وبطريقة محسوبة، للإعلام الرياضي الجزائري عن طريق أعضاء فاعلين في “الفاف”، حتى يتم تحضير الرأي العام الرياضي لتغيير محتمل و”ضروري” في نظر رئيس الاتحادية محمّد روراوة، منذ الوديتين السابقتين أمام المنتخبين الغيني والسينغالي يومي 9 و13 أكتوبر المنصرم على التوالي، كون روراوة اقتنع، عقب “ثورة” جمهور الملعب الأولمبي، بأن عليه أن يختار بين رأسه ورأس غوركوف في أقرب الآجال، طالما أن عيوب المنتخب الوطني لم تمرّ على جمهور “المحكمة الرياضية الخضراء” دون إصدار حكم نهائي على العرض. ورغم “وفاء” رئيس الاتحادية بسياسته التي تصبّ دوما في سياق سرية وأحادية القرار في خيار المدرّب الجديد ل”الخضر”، قبل فرضه على أعضاء المكتب الفدرالي ليُكسبه صفة المشروعية، فإن محمّد روراوة، وإن رفض التأكيد على حدوث القطيعة مع غوركوف بشكل رسمي، فإنه بالمقابل، قدّم مؤشرات قوية منذ مباراة “الخضر” أمام السينغال على أنه لم يعد متمسّكا بمدرّبه الحالي، وبأن فقدان غوركوف ل”البوصلة” ولقبضته على المجموعة، وفشله في إقناع الجماهير الجزائرية بصحة حال المنتخب، جعله يسارع للبحث عن خليفته في سرية تامة، ويجسّ من حين لآخر، بأخبار مسرّبة من محيطه، نبض الشارع الكروي الجزائري في قرار تنحية غوركوف وفي وزن الأسماء المرشّحة أن يتفاوض معها ويختار أحدا منها، من أجل مواصلة المغامرة لتحقيق هدفه الأول والمتمثّل في التأهّل إلى مونديال روسيا 2018. ومن المفارقات أن هرفي رونار، المدرّب الذي ورد اسمه إعلاميا على رأس قائمة المدرّبين المرشّحين لتدريب “الخضر” بعد مباراتي نوفمبر الجاري، يستقيل أمس قبيل أيام قليلة على موعد الرحيل المحتمل لمواطنه كريستيان غوركوف، وتبدو المفارقة غريبة في جوانب متعدّدة، أولها الفارق الزمني بين إعلان “ليكيب” الفرنسية عن تخلي غوركوف عن منصبه بعد مباراة الإياب أمام المنتخب التنزاني، وبين تخلي هرفي رونار عن منصبه كمدرّب لنادي ليل الفرنسي بسبب ضعف نتائج الفريق. ويعتبر تقديم “ليكيب” لمؤشرات قوية على إمكانية تولي كريستيان غوركوف لمنصب مدرّب رئيسي لنادي رين الفرنسي بعد انسحابه من تدريب “الخضر”، مستندة إلى الصداقة التي تربط رئيس رين بالمدرّب غوركوف، دليلا على صحة هذا الطرح. ويستوقفنا هرفي رونار برحيله عن ليل في هذا الوقت بالذات، وهو المدرّب الذي يعرف الكثير عن خبايا الكرة الجزائرية، كونه درّب في وقت سابق اتحاد الجزائر سنة 2011، قبل أن يضطر للرحيل بسبب ضغوطات المدير الرياضي السابق للفريق، مولدي عيساوي، كما توّج بعدها مع منتخب زامبيا بكأس أمم إفريقيا سنة 2012، وأهدى بعدها منتخب كوت ديفوار اللّقب القاري سنة 2015، وهو مدرّب أيضا فرنسي، واللغة عامل مهم بالنسبة رئيس “الفاف” في خيار المدرّب، حتى يضمن أفضل تواصل بينه وبين اللاّعبين الجزائريين. ويملك هرفي رونار كل المواصفات ليكون المدرّب الذي اختاره رورواة “رسميا” لتدريب “الخضر”، منها طريقة تواصله المثالية مع اللاّعبين، وتحكّمه في المجموعة وخبرته الإفريقية مع منتخبي زامبيا وكوت ديفوار ونجاحه أيضا بنيله لقبين قاريين مع المنتخبين ذاتهما، وهو مدرّب لن يُكلّف خزينة “الفاف” الكثير من الأموال على خلاف “الأسماء الثقيلة” التي طالما طالبت بها الجماهير الجزائرية في ظل تباهي روراوة بالبحبوحة المالية التي جعلته يستغني عن مساعدات الدولة، وهو (رونار) الخيار الأفضل مقارنة بالمدرّب الإيطالي روبرتو دونادوني، الذي تتحدث مصادر متعددة عن إمكانية تدريبه ل”الخضر”، غير أن هذا الأخير لا يملك بعض المواصفات المطلوبة، منها اللّغة وقلة معرفته بالكرة الجزائرية، على خلاف رونار.