ليلة رعب تلك التي عاشتها أمس الأول وإلى غاية فجر أمس، مدينة بريكة في باتنة، على وقع أحداث شغب وفوضى كادت تتحول إلى ما لا تحمد عقباه، بفعل “انتفاضة” من عائلة المسمى “لزهر حاجي” في عقده الخامس، الذي وافته المنية، متأثرا بضربة قاتلة تلقاها على مستوى الرقبة دخل على إثرها في غيبوبة قاربت أسبوعا بالمستشفى الجامعي بباتنة. بعد أن بلغ خبر وفاته أهله، لم يستسيغوا الأمر وتوجهوا مباشرة بعدها إلى مسكن الجاني بمحاذاة مسجد العتيق بوسط المدينة، ثم قصدوا مقر الأمن للمطالبة بالقصاص من الجناة ومعاقبتهم على الجريمة. وقد فتحت عناصر الشرطة وعقلاء المنطقة حينها حوارا مع المحتجين لتهدئتهم، ووعدوهم خلاله باتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى الحقيقة وإظهارها. لتنقلب المدينة رأسا على عقب، وتتحول بعدها عدة شوارع بالمدينة إلى مسرح للشغب وحرق العجلات المطاطية وما تسنى لهم إضرام النيران فيه، التي قام بإخمادها لاحقا أعوان الحماية المدنية. وحسب شهود عيان صرحوا ل”الخبر”، هناك من المحتجين من وجهوا وابلا من الحجارة صوب مقر الدائرة، وهتفوا عاليا ب”الحقرة والظلم” الذي تعرض له الضحية، سيما وأن المعتدين عليه كانوا طيلة مكوثه بالمستشفى طلقاء يتجولون بالمدينة أحرارا. وهو ما رفضه أهل الضحية وزاد من حدة غضبهم، الذي انفجر بعد بلوغ مسمعهم وفاة قريبهم. المشتبه فيه الرئيسي اتهم ابن الضحية برمي “بيضة” على سيارته الفخمة وعلمت “الخبر”، من مصادر متطابقة، أن أهل الضحية انتفضوا في غضب وانفعال شديدين نحو مسكن الجاني للثأر منه، لتتدخل عناصر الشرطة وتقوم بتوقيف 5 مشتبهين في تورطهم في حادثة القتل التي تعود أطوارها إلى ما يقارب الأسبوع. فحسب مقربين من عائلة الضحية، يعود سبب الجريمة إلى كون المشتبه فيه الرئيسي كان في زيارة لابنته، وهي زوجة شقيق الضحية، قبل أن يودعهم ويخرج، ليتفاجأ برمي بيضة على سيارته الفارهة والفخمة. لتثور ثائرته ويتهم ابن الضحية برميها علي السيارة، موجها أصابع الاتهام للصغير دون أن يعرف حقيقة إن كان هو أم لا، وهو ما أدخلهما في حوار، حيث حاول الضحية الدفاع عن ابنه وتبرئته، بينما واصل الآخر وابل الشتائم والتهديد، قبل أن يغادر المشتبه المكان ليعود بعد لحظات رفقة أبنائه ويعتدوا على الضحية بالضرب المبرح إلى أن سقط على الأرض يسبح في بركة من الدماء. وقد أمر وكيل الجمهورية، أمس، بتشريح الجثة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء وفاة الضحية.