التحق الأساتذة الجامعيون، أمس، بطلبتهم الذين دوت الجامعات الوطنية بأهازيجهم، لتكون المرة الأولى التي ينتفض فيها الأستاذ الجامعي ويعلن مساندته لكل مكونات المجتمع الجزائري حول رفضهم الصريح لترشيح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، متمسكين بأهمية الحوار الوطني لإيجاد مخرج سياسي سلس للبلاد. المبادرة التي أطلقها مجلس أساتذة التعليم العالي “كناس” التف حولها الأساتذة المنخرطون في التنظيم وحتى أساتذة منضوون في نقابات أخرى وأحرار، قاسمهم المشترك في الاحتجاجات التي مست 86 مؤسسة جامعية الجهر بموقفهم الرافض لعهدة خامسة للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة. جامعة الجزائر 2 المعروفة بجامعة بوزريعة التي تضم عدة كليات، بالإضافة إلى معهد الآثار، كانت واحدة من الجامعات التي تركت، أمس، بصمتها في سلسلة الاحتجاجات الوطنية، حيث التف فيها الأساتذة على مطلب واحد هو رفض العهدة الخامسة. فالحراك الذي بدأ بوقفة داخل الساحة المركزية للجامعة وحضره، بالإضافة إلى الأساتذة، طلبة شاركوهم الوقفة، سرعان ما تحول إلى مسيرة نجحت في الخروج من أسوار الجامعة، ليحاول المحتجون المشي في الطريق، إلا أن قوات الأمن كانت بالمرصاد ونجحت في محاصرة المحتجين بالتعزيزات الأمنية المكثفة التي طوقت المكان، لترتفع بموجب ذلك أصوات صافرات السيارات بعد غلق الطريقين المؤديين إلى شوفالي وبني مسوس على حد سواء. المحتجون استغلوا تواجدهم في الشارع لتتعالى أصواتهم، حاملين رايات كتبت عليها عبارات مختلفة مثل “لا للعهدة الخامسة”، “الأفالان إلى الدرج”، “جمهورية ماشي مملكة” وغيرها من اللافتات التي رافقتها الرايات الوطنية وزغاريد الطالبات التي دوت المنطقة واستوقفت المارة. وخلال الوقفة ذاتها، أكد الأساتذة ل”الخبر” أنهم جزء من هذا المجتمع وسبق وخرجوا مثل كل الجزائريين في مسيرات 22 فيفري و1 مارس، إلا أن وقفتهم أمس كانت لتأكيد أنهم جزء من هذا المجتمع ويشاركونه نفس المطلب. وكان من بين الأساتذة الدكتورة خولة طالب الإبراهيمي التي ذكرت أن الأستاذ الجامعي مع الشعب الجزائري في رأيه حول رفض العهدة الخامسة، وهذه، حسبها، البداية فقط وسيكون الأستاذ حاضرا في كل مراحل تطور هذا الحراك. وبعد أن حقق المحتجون هدفهم بإسماع أصواتهم خارج أسوار الجامعة، وبالنظر إلى التشديد الأمني الذي تعزز في المنطقة وصعوبة حركة المرور، فضل المعنيون العودة إلى الجامعة لاستكمال وقفتهم السلمية. وفي تصريحه ل”الخبر”، صرح منسق “كناس” بجامعة الجزائر 2، الدكتور بلقاسم بن جيدل، بأن “كناس” دعا للاحتجاج، إلا أن المشاركين من الأساتذة كانوا من مختلف التنظيمات النقابية وحتى الأحرار منهم، والهدف، حسبه، أن الأستاذ الجامعي يساند الحراك الشعبي، مؤكدا مشروعية المطلب الوحيد المرفوع وهو “لا للعهدة الخامسة”، مضيفا أنه آن الأوان لكل أبناء الوطن الواحد للجلوس إلى طاولة وفاق، مهما اختلفت الأطياف، لتأسيس جمهورية جديدة ورفع المصلحة العليا للوطن.