كشفت وزارة التربية عن تأخر كبير في وتيرة دروس الفصل الأول، بسبب إضراب أساتذة الابتدائي، وحذرت من تأثيره على تنفيذ البرامج التعليمية في مختلف المواد والأطوار والمستويات، حيث قررت تنفيذ مخطط مستعجل لاستدراك الدروس الضائعة، يمتد إلى غاية نهاية السنة، بعد أن أمرت باستغلال الأسبوع الأول من عطلتي الشتاء والربيع للاستدراك والمعالجة البيداغوجية، مشددة على أنه لا تأخير في موعد الامتحانات الوطنية الرسمية في جميع الأحوال. وجهت وزارة التربية مؤخرا، تعليمة إلى مديريها الولائيين ومن خلالهم إلى مديري المؤسسات التعليمية للأطوار التعليمية الثلاثة ومفتشي إدارة المدارس الابتدائية، بخصوص التأخر المسجل في تنفيذ البرامج التعليمية، اعترفت فيها بتسجيل تذبذب كبير في وتيرة التمدرس وتأخر في دروس الفصل الأول في الطور الابتدائي وكذا المتوسط والثانوي، "نظرا للوضعية التي عرفتها بلادنا خلال الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية.."، في إشارة إلى إضراب أساتذة الابتدائي الذي دام حوالي عشرة أسابيع، وكذا الانقطاعات التي عرفتها بعض المؤسسات التربوية، على خلفية خروج التلاميذ إلى الشارع في إطار الحراك. وأمرت مصالح عبد الحكيم بلعابد، في هذا الإطار، ضرورة استدراك التأخر في ظروف لا تؤثر سلبا على الوتيرة العادية للتمدرس، حيث طالبت مديري المؤسسات التربوية بموافاة مديريات التربية على المستوى الوطني بنسبة التأخر وفق ما كان مبرمجا في التدرج السنوي، ووضعها في جداول تم إرفاقها، على أن يتم ذلك قبل نهاية الأسبوع الجاري، أي أول أسبوع من العطلة. وفي السياق نفسه، قررت وزارة التربية، وضع مخطط لاستدراك هذا التأخر، يمتد إلى غاية نهاية السنة الدراسية، حيث أمرت مصالحها في كل الولايات بموافاتها به قبل نهاية الأسبوع الجاري، بعد التشاور مع الأساتذة خاصة خلال مجالس الأقسام، مع التأكيد على ضرورة استغلال الأسبوع الأول من عطلتي الشتاء والربيع في الاستدراك والمعالجة البيداغوجية والدعم خاصة مع أقسام الامتحانات.وحذّرت مصالح الوزارة من أي تأخير في تنفيذ هذه الإجراءات، بعد أن شددت على أنه لا تعديل في رزنامة الامتحانات الوطنية والرسمية، ولا مجال أبدا لتأخير التواريخ مهما كانت الظروف، حيث أكدت أنها تعوّل كثيرا على وعي الأساتذة في جميع الأطوار التعليمية لاستدراك الدروس الضائعة والتعجيل في دعم التلاميذ خلال الأسبوع الأول من العطلة بهدف إعطاء المتعلمين نفس فرص النجاح والرفع من مستواهم ونسبة النجاح.وهي الإجراءات التي ستصطدم مع رفض أساتذة الابتدائي الذين أعلنوا خلال آخر اجتماع لهم، عشية بداية العطلة، رفضهم استدراك الدروس، كون وزارة التربية خصمت من أجورهم، "وبالتالي، فإنه لا يحق لها مطالبتنا بتعويض الدروس الضائعة ما دامت قد اقتطعت أيامها".ولجأت تنسيقية الابتدائي، قيد التأسيس، إلى هذه الحلول نظرا إلى الظرف الاستثنائي الذي كانت تعيشه البلاد وقتها، حسب ممثليها، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية، حيث قررت تعليق الإضراب الوطني واستدراك الاختبارات الملغاة بسبب المقاطعة، فيما شددت على أن الأساتذة يرفضون قطعيا تعويض الدروس الضائعة كون الوزارة لم تتأخر في خصم أيام الإضراب من رواتب المحتجين عبر الوطن.