خليدة تومي أستاذة الرياضيات، المناضلة التي ناضلت في نقابة الأساتذة، الوزيرة التي حملت بجدارة جبال الثقافة ولم تتعب ومازالت تحملها، رغم مراهنة الكثير على أنها ستتعب وترمي المنشفة، ولكنها برهنت على أنها ذات نفس طويل وتحسن السباحة على كل الأرقام، الجاحظية تقديرا لهذه السيدة التي أدارت دفة الثقافة بامتياز، كرمتها نهاية الأسبوع تكريما ثقافيا اعترافا بمجهودها في هذا القطاع فمنحتها العضوية الشرفية، وأبت من جهتها الاّ أن تقدم قيمة الاشتراك. تكريم يخالف كل التكريمات التي تعودت عليها الجاحظية في اختتام موسمها الثقافي، وقليلا ما يتم تكريم وزير اعترافا له بمجهوده وخدماته للوطن وللصالح العام، وها هي البداية تبدأ بخطوة من قصر الثقافة الى الجاحظية، فيأتي الجاحظ ممثلا في شخص الطاهر وطار ليكرم كريمة ابنة كريم، حيث أكد الطاهر وطار أن تكريم الأخت خليدة مناضلة ثقافية، وهي الوزيرة المعتزة بنفسها، حيث استطاعت في السنة الثقافية العربية بالجزائر أن تقول "ها أنا "، رغم أن البعض شحذوا سكاكينهم وشموا رائحة الجيف ولكنهم وقفوا حيث هم. خليدة لم تأت لتكون أميرة ليخدمها الكرسي، بل جاءت لتكون خادمة للقطاع الثقافي، لقد جدفت ضد التيار وكانت أول وزيرة يعترف المجتمع المدني بنجاحها فيقرر تكريمها، وبهذا يضيف وطار، تمنحك الجاحظية عضويتها الشرفية الرمزية. أبدعت خليدة تومي حينما تناولت الكلمة على منبر الجاحظية وكانت أكثر تبذيرا لكلمة الإطراء والإعجاب بشيخ الروائيين الجزائريين، الطاهر وطار، حيث قالت: »أن من كرمني أديب يختلف عن كل الأدباء، فهو قامة من قامات الأدب والثقافة في العالم، وهو لا يعرف مهادنة السياسيين ولا الأكل في موائدهم، كما تعرف عنه الجرأة في مواجهة الحكام والسلاطين، فهم يخشون قلمه، ومحسود من ينال رضى الطاهر وطار، وأنا اليوم أسجل اسمي على قائمة المحسودين«.. فهنيئا للوزيرة بهذا الحسد التكريمي الذي أحرزت عليه، وأشعلت له الأقلام شموعا والأوراق حقولا، ونتمنى لها أن تستمر في نضالها الثقافي بتحطيم الرقم القياسي الجديد في إصدار ألف عنوان وتأثيث ألف مكتبة، مبروك وكل موسم وخليدة للثقافة.