بدأت الجزائر كفاحها ضد وباء السيدا الخطير منذ أكثر من 20 سنة، وقد اعتمدت في ذلك على نهج التخطيط الاستراتيجي الذي جعلها من الدول الرائدة في مجال مكافحة خطر الأيدز والأمراض المتنقلة جنسيا، لاسيما بعد ان أصبحت استراتيجيتها تقوم على مبدأ إشراك كافة القطاعات والمجتمع المدني في مجال المكافحة· يندرج الملتقى الوطني للمصادقة على تطبيق مبادئ الوقاية، العلاج ودعم مرضى الأيدز في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا والأمراض المتنقلة جنسيا 2007 - 2011 وتأتي هذه الاستراتيجية الوطنية 2002 - 2006 ولقد سمحت هذه الأخيرة بتحديد الاشكالية الحالية للاستجابة الوطنية عبر تحليل الوضعية وتحليل الاستجابة الوطنية كما أدت الى صياغة التوصيات المعتمدة بخصوص التزامات الجزائر الدولية المتمثلة في وضع اطار عمل ضد فيروس السيدا والسيدا وسلطة وطنية لتنسيق مكافحة السيدا ومنظومة متابعة وكذا الحصول على الوقاية، العلاج والتكفل بالمرضى كهدف فضلا عن تقوية القدرات البشرية المادية والمالية كشرط نجاح· أما الاستراتيجية الوطنية الثانية 2007 - 2011 التي سطرت مسعى تعزيز التكفل الشامل بالأشخاص المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة البشري، فتدعو بالدرجة الأولى كافة الأطراف الفاعلين في مجال مكافحة السيدا والأمراض المتنقلة جنسيا بدءا بمختلف القطاعات وانتهاء بالمجتمع المدني· وعن المجهودات التي بذلتها الجزائر لمكافحة السيدا، تقر البروفيسور مليكة لعجالي، إطار بالمعهد الوطني للصحة العامة بأن الجزائر رائدة في مجال معالجة مرضى الأيدز والتكفل بهم مجانا، سيما وأنها جندت لذلك كل الأطباء العامين، والمختصين في علمي الاجتماع والنفس اضافة الى الجمعيات المهتمة بالسيدا، لكن المشكلة هي أننا لانتحدث عما هو إيجابي، تؤكد محدثتنا· وتضيف البروفيسور لعجالي ان الجزائر تعد مثالا يقتدى به على المستوى العربي في مجل مكافحة السيدا رغم أن نسبة الاصابة بها ضعيفة مقارنة بغيرها من الدول· ويتجلى ذلك في تجند وزارة الشؤون الدينية الى جانب وزارة الصحة للمساهمة في التوعية والمكافحة، بحيث صدرت أوامر تقضي بطرح موضوع السيدا في المساجد خلال اليوم العالمي للسيدا الموافق ل1 ديسمبر من كل سنة· وتبقى المشكلة المطروحة حاليا ممثلة في طريقة التعامل مع رضى الأيدز الذين يجب ان يدرك الجميع بأنهم مرضى عاديون كباقي المرضى، لذا يجب أن تتم معاملتهم بصفة عادية من طرف العاملين في السلك الطبي بدل تهميشهم، فالاصابة بالسيدا لاترتبط بالضرورة بالعلاقات الجنسية غير الشرعية، إنما لديها أسباب أخرى كانتقال الفيروس عن طريق الدم الملوث·