تخرج الفنان محفوظ إيحجادن من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة ليتألق في عالم الفيسفساء، ويظهر ما لديه من مواهب في مجاله، استطاع أن يقسم وقته في تجربة مختلف الفنون أهمها كان الخط العربي والزخرفة الإسلامية، لم تولد موهبته من اللاشيء وإنما ورث عشق الفن عن والده المختص في النقش على الخشب والنحت على الحجر. بدأ محفوظ يعمل كأستاذ في المتوسط لمدة 6 سنوات، ثم انتقل بعدها إلى الثانوي لمدة 6 سنوات أخرى، ثم قرر الالتحاق بمنصب أستاذ بمراكز التكوين المهني، ليستقر به ويختص في مجال الرسم على الزجاج، الذي أدخل عليه مختلف الفنون التي يجيذها، كالزخرفة الإسلامية والخط العربي وكذا الفسيفساء، وكلها فنون نجح الحرفي في تأطيرها في لوحة واحدة ليصنع بها قطعة فنية فريدة من نوعها، علما أن عمر مسيرته كحرفي أكثر من 28 سنة. تخرجت على أيدي الفنان محفوظ 6 أفواج من المتربصين، الذين تألقوا في هوايات يعشقونها باتت مصدر رزقهم، حيث فتح أغلبهم ورشات مختصة في الرسم على الزجاج أو السيراميك. ورث محفوظ ميوله الفنية عن أبيه الذي كان يساعده خلال عمله في الورشة التي كان يعمل بها في النقش على الخشب، ونحت الحجارة، وكانت أعماله تثير دهشة الناس لجمالها ودقة تفاصيلها، حيث قال محفوظ: "كانت لوالدي القدرة على تحويل قطعة خام لا شكل لها إلى قطعة فنية جميلة، وكثيرا ما كان ينجز بعض التصاميم لديكور المنزل، فكنا نستعمل ما تصنعه أنامل والدي. تواجه الحرفي بعض العراقيل في مسيرته المهنية، أهمها غلاء المادة الأولية خصوصا الألوان والصبغات، فضلا عن مشكل التسويق الذي يرى أنه لا يزال محتشما، وهذا يعود حسبه إلى نقص الترويج للحرفة اليدوية وثقافة اقتناء المنتج المحلي بدل الاستيراد من الدول الأجنبية على غرار الصين. ويقول المتحدث إن أهم ما يحفز الحرفي مهما كان اختصاصه هو تسويق بضاعته، ما يبرهن له أنها تثير اهتمام الفرد، وتجعل الفنان يبدع ويبحث دائما عن تصاميم جديدة لعرضها في السوق، إلا أن عكس ذلك يجعله يكتفي بصناعة بعض القطع تحت الطلب لعدم التخلي فقط عن هوايته التي يعشقها. شارك الفنان في العديد من المعارض الدولية، سمحت له بولوج فن جديد متمثل في المنمنمات، حيث يأخذ من الرسم ظاهرها وكذا باطنها، فيزخرف الإطار ويتفنن في رسم التفاصيل الدقيقة على باقي اللوحة بحجمها الصغير بكل دقة. من جهة أخرى، يسعى الرسام جاهدا إلى تصوير العمق والأبعاد، رغم انه لم تكن له سابقة في هذا التخصص. عمل الفنان في العديد من المشاريع المعمارية رفقة مهندسين كمصمم، كانت أهم محطاته مشروع ترميم ولاية غرداية، وكان مشاركا في الديكور والزخرفة الداخلية للقصر الإداري الجديد بالمنطقة، إلى جانب مشاركته في تصميم مسجد عقبة بن نافع بولاية بسكرة، حيث قام بتزيين بعض النوافذ الزجاجية للمسجد، وتألق في تجسيد ملامح هذا الفن في بعض المعالم الجزائرية المزدهرة بالحضارة الإسلامية، وما من مشروع تم اقتراحه عليه، إلا وكانت لمسته الفنية حاضرة ليضفي عليها من الحسن والجمال ما يزخر به خياله. ويستلهم الفنان أعماله من الحضارة الإسلامية القديمة والخطوط العربية ليحشد كل تقنيات الفن التي يتقنها، ليجسد تحفة فنية تحاكي الأشكال الهندسية في مساحة زجاجية لنوافذ وأبواب.