سيتولى المجمّع الفرنسي "كيوليس" مهام تسيير الخط الأول لترامواي الجزائر لمدة 10 سنوات، مقابل 4,5 ملايير دينار، أي ما يعادل 50 مليون أورو، قيمة العقد الذي سيتم إبرامه بشكل نهائي في شهر نوفمبر المقبل مع مؤسسة مترو الجزائر المشرفة على المشروع. وحسبما كشفت عنه، أمس، مصادر من المؤسسة، سيعمل المجمع الفرنسي الذي يعد فرعا من المؤسسة الفرنسية للنقل بالسكك الحديدية، وأحد أهم مؤسسات النقل الحضري في فرنسا، خلال مدة لا تتعدى ال15 شهرا على تحضير مرحلة استغلال ترامواي الجزائر، حسبما تقتضيه أحكام عقد التسيير، الذي ظفر به "كيوليس"، أمام منافسين فرنسيين آخرين هما "أر أ تي بي" و"ترانسديف". ويعتبر "كيوليس" رائد المتعاملين الخواص في تسيير النقل العمومي للمسافرين بفرنسا، وذلك برقم أعمال سنوي مقدر ب2 مليار أورو، كما يسجل تواجده بالعديد من المدن والعواصم الأوروبية وبمقاطعة "كيبيك" الكندية، حيث تقع على عاتقه مسؤولية تسيير 12 ألف حافلة، 39 كلم من خطوط الترامواي، 66 كلم من خطوط قطار الأنفاق (مترو) و1600 كلم من السكك الحديدية، كما يشغّل هذا المجمّع الذي ضمن نقل نحو 1,8 مليار مسافر في 2007، حوالي 27000 عامل. ويمتد الخط الشرقي الذي سيتولى تسييره "كيوليس" بالجزائر على طول 23,2 كلم، تجري حاليا أشغال إنجازه من قبل المجمع الفرنسي "ألستوم" ويرتقب فتحه بشكل رسمي مع نهاية 2009. ويتضمن مشروع هذا الشطر الأول من مشروع ترامواي الجزائر الذي تم في الفاتح أكتوبر 2005 الإعلان عن المناقصة الدولية الخاصة به، 38 محطة ممتدة عبر مساره الذي ينطلق من شارع المعدومين إلى وسط درانة، مرورا بالمحطة البرية للخروبة، الحراش، الديار الخمس، قصر المعارض، حي الموز، باب الزوار، جامعة العلوم التكنولوجية، برج الكيفان وحي فايزي. ويرتقب أن يستوعب هذا المشروع الاستراتيجي المسجل ضمن المشاريع الحيوية التي تسعى الدولة إلى تجسيدها في إطار برنامج دعم التنمية 2005 - 2009، أكثر من 6700 مسافر في الساعة على اتجاه واحد، حيث تمكّن هذه الوسيلة المتطورة من نقل المسافرين عبر النقاط الحضرية على مسار قار باتجاهين متعاكسين.. ويبلغ طول عربات الترامواي المسجل في المشروع والمجهز بنظام التموين بخط كهربائي جوي بطاقة 750 فولط، 45 مترا وعرضه 2,65 مترا، وهو يتشكل من نحو 30 عربة، تسع كل واحدة ل400 مسافر. كما يندرج في إطار المشروع إنجاز محطة صيانة ببرج الكيفان و7 منشآت فنية، تضم جسور وجدران الدعم بكل من الحراش والصنوبر البحري وحي الموز وباب الزواروبرج الكيفان ووادي الحميز وشارع طرابلس بحسين داي. ويستفيد من هذا الخط الأول 500 ألف مواطن، يقطنون الناحية الشرقية للعاصمة، في حين يرتقب أن ينقل الترامواي يوميا ما بين 150 ألف و185 ألف مسافر في ظروف مواتية ومريحة ومنتظمة، وذلك بمعدل 6700 مسافر في الساعة على اتجاه واحد، وبفارق 4 دقائق بين الرحلات. كما ستسمح هذه الوسيلة الحضرية التي تعد من أهم الوسائل المعول عليها ضمن المخطط الجديد للنقل الحضري بالعاصمة، بالاستجابة للطلب المتزايد على وسائل النقل وفك الخناق على الطريق البري من خلال تقليص حركة السيارات، وإتاحة وسيلة جديدة أكثر مرونة وسرعة في التنقل بين اتجاهات مدينة الجزائر. وكان عقد إنجاز المشروع أبرم بين مؤسسة مترو الجزائر ومجمع "ميديتراي" الذي تشرف عليه "ألستوم" نهاية ماي 2006، حيث تم الإعلان رسميا عن انطلاق إنجاز هذا المشروع المقدرة تكلفته ب35 مليار دينار، مع الإشارة إلى أن محتوى هذا العقد يتضمن التجسيد الكلي لخط يمتد من محطة المعدومين بالرويسو إلى برج الكيفان على طول 16,3 كلم مرورا ب30 محطة، كشطر أول ينتظر تعزيزه مستقبلا بخط موسع يصل إلى منطقة درانة بزيادة 8 محطات أخرى، مع ضمان التزويد ب41 عربة متطورة من نوع "سيتاديس" والتكفل بمهمة الصيانة لمدة 10 سنوات.