ينتظر أن يعرض فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية اليوم تشكيلته المصغرة على مجلس نواب طبرق للمصادقة عليها قبل مباشرة مهامها تطبيقا لما نص عليه اتفاق المصالحة الموقع بين الفرقاء الليبيين في 17 ديسمبر الماضي. وكانت مصادر إعلامية كشفت أمس أن المجلس الرئاسي الليبي توصل بعد عناء كبير إلى اتفاق حول الشخصيات التي ستوكل لها حقائب وزارية في حكومة الوفاق المصغرة التي ينتظرها الشارع الليبي بفارغ الصبر وتضغط كل المجموعة الدولية من اجل التعجيل في الإعلان عنها. وذكرت هذه المصادر أن المجلس الرئاسي يكون حسم معضلة وزارة الدفاع بعد أن اسند حقيبتها للعقيد المهدي البرغثي الذي رفضه الجنرال خليفة حفتر والموالين له وشكل ذلك نقطة خلاف رئيسية بين الفرقاء الليبيين حالت دون الإعلان عن تشكيلة حكومة الوفاق في موعدها المحدد. وبعرضه طاقمه الوزاري يكون السراج قد نجح في مهمته وهو الذي طالب الأسبوع الماضي مهلة إضافية لاحتواء الخلافات بين أعضاء المجلس الرئاسي حول الشخصية التي ستوكل لها حقيبة الدفاع. وهو ما يؤكد أن ما حدث بين الأطراف الموالية لحفتر والمناهضين له بتوكيل المهدي البرغثي حقيبة الدفاع تم تحت ضغط دولي متزايد على أطراف الأزمة الليبية وتحت طائلة تهديدات متواترة للقيام بتدخل عسكري في حال فشل هؤلاء في الإعلان عن حكومة الوفاق. والمؤكد أن مجلس نواب طبرق سيكون هذه المرة مطالبا بالتصويت على التشكيلة الحكومية المصغرة حتى لا يحسب عليه تعطيل المسار السياسي في ليبيا وهو الذي كان رفض تشكيلة أولى بحجة فائض عدد وزرائها الذي بلغ 32 عضوا. وكان أيمن سيف النصر عضو مجلس النواب أكد أن الخلافات بالمجلس الرئاسي لن تكون عائقا أمام تشكيل حكومة الوفاق وانه سيتم حلها مستقبلا. وقال "نحن نتوقع أن تحدث الخلافات في المجلس الرئاسي على مستوى عال لكن في النهاية هؤلاء ليبيون ويدركون أن اتفاقهم سيحل الأزمة ونحن نريد حكومة تستطيع أن تحصل على المساعدات التي وعد الغرب بتقديمها بمجرد تشكيل الحكومة. ويأتي الكشف عن هذه المعلومات بالتزامن مع انقضاء الآجال التي منحها مجلس نواب طبرق للسراج من اجل إعداد حكومة مصغرة ضمن مهلة انتهت مساء أمس. ودخل السراج في سباق ضد الساعة من أجل الإيفاء بالتزامه في عرضه طاقمه الوزاري الذي تضغط المجموعة الدولية بشدة من اجل الإعلان عنه والشروع سريعا في أداء مهامه انطلاقا من العاصمة طرابلس. وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية الفرنسي الجديد جون مارك ايرولت خلال مشاركته في لقاء حول ليبيا عقد اول امس على هامش ندوة ميونيخ للأمن حيث اعتبر أنه يتوجب على حكومة الوفاق الليبية الشروع فورا في عملها والاستقرار في العاصمة طرابلس وهدد الأطراف التي تقف في وجه مسار تشكيل الحكومة الليبية بتعرضها لعقوبات محتملة. من جانبهم، حث وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وايطاليا ومصر والاتحاد الأوروبي إضافة إلى المبعوث الاممي إلى ليبيا مارتن كوبلر رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح بالمصادقة على حكومة الوفاق. وكان كوبلر بحث مع عقيلة صالح بميونيخ الفرص المتاحة لإيجاد حلول سريعة للأزمة الليبية وسبل تسريع وتيرة تشكيل حكومة الوفاق الوطني ومقرها في العاصمة طرابلس.