لا يأتي رمضان عادة إلا واصطحبه عبق وقفات التآزر مع الصائمين المحتاجين، الذين تعد لأجلهم موائد الرحمن، لكن ثمة واقع يهمس لنا عندما نلج بعض شوارع وأزقة العاصمة، أن هناك فئة أخرى تعاني من ألم أقوى من ألم الجوع الذي يسكته بعض المحسنين بروح التضامن.. إنه ألم السموم القاتلة التي تحكم على مستعمليها بالاغتراب، الذي بات يسيطر على مئات الشباب المنغمسين في فضاء الخيال، بحثا عن سعادة »مفبركة« تحرمهم من صيام الشهر الفضيل تحت تأثير »الزطلة«.. و»روش« (السيدة الشجاعة) تارة واليابانية والأقراص المهلوسة تارة أخرى، فهي بتنوعها تفلح في تغييب العقل واستباحة المحرمات، وهنا تصح الوقفة للتأمل! هل هناك من يتذكر هؤلاء الذين أريد لهم أن يكونوا أداة ربح في يد عصابات المخدرات المتجردة من الضمير الإنساني؟ من ينقذهم من عدو يضعهم على هامش الحياة الاجتماعية؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن إزاء مشهد يتكرر أمام أعيننا، أبطاله مدمنون على المخدرات يفطرون علنا في رمضان دون وعي... ولعل الإجابة تحتجب وراء معطيات باتت تؤكد أن الجزائر تحولت من منطقة عبور إلى منطقة استهلاك، لأن الظاهرة تترجم باختصار قصة ارتباط تنشأ بين المراهق والمخدرات، عندما تحدث القطيعة بينه وبين النظام الاجتماعي.. أما فك رموز هذه المعادلة، فلن يحدث قبل أن تبحث بعض الأسر عن سبب هروب الأبناء من أحضانها إلى أحضان »سلعة الموت«.