أجمعت معظم الفصائل الفلسطينية أمس، على ضرورة إنجاح الحوار الوطني بقناعة انه أنجع وسيلة لاحتواء الأزمة الداخلية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام التي تنخر البيت الفلسطيني منذ عام ونصف. وتقاطعت تصريحات معظم مسؤولي وقادة الفصائل الفلسطينية على ضرورة العمل من أجل إنجاح الحوار الفلسطيني المقرر أن ينطلق بوساطة مصرية في العاصمة القاهرة في التاسع من الشهر القادم. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين أمس استعدادها باتجاه خلق الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الذي دعت إليه السلطات المصرية والتي أخذت على عاتقها لعب دور الوسيط في تسوية الأزمة الداخلية الفلسطينية. وفي هذا السياق قال إسماعيل رضوان الناطق الإعلامي لحركة حماس أن الحركات الأربعة التي اجتمعت أول أمس اتفقت على"ملاحظات مشتركة حول الورقة المصرية ستتم صياغتها لأخذها بعين الاعتبار خلال جولات الحوار" . وأضاف أن الفصائل اتفقت على المضي قدما في تسهيل أجواء الحوار في مؤشر واضح على رغبة مختلف الفصائل الفلسطينية في وضع حد لحالة الانقسام التي أثقلت كاهل الفلسطينيين جراء انقسام السلطة الفلسطينية بين كيانين واحد في الضفة الغربية وآخر في قطاع غزة. وهو الموقف نفسه الذي أكده ممثلو الحركات الثلاثة حيث أكد محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على وجود إجماع على ضرورة تعزيز فرص إنجاح الحوار الفلسطيني في القاهرة وخلق أوسع مناخات التوافق. واضاف أنه تم تسجيل اجماع حول بعض التعديلات التي شكلت قواسم مشتركة للفصائل الأربعة من أجل التأكيد عليها في حوار القاهرة وتم الاتفاق على عقد لقاء آخر في الأيام القادمة لصياغة هذه النقاط. من جانبه قال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنه تم الاتفاق على ضرورة بدل مجهودات مشتركة لإنجاح الحوار الوطني وإنهاء الانقسام الفلسطيني خدمة للمشروع الوطني وحماية للمقاومة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. وقال بأنه سيتم مناقشة الملاحظات التي أجمعت عليها الفصائل في الاجتماع كموضوع منظمة التحرير وغيره بعد غد الجمعة في جلسة خاصة. ويأتي هذا الإجماع الفلسطيني على أهمية الحوار كسبيل أنجع لاحتواء الخلافات بين مختلف الفصائل الفلسطينية وخاصة بين أهم فصيلين حركة التحرير الفلسطيني "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في سياق خلق الأجواء المناسبة لإنجاح الحوار الذي ترعاه القاهرة بداية من الشهر الجاري. وكانت السلطات المصرية طرحت مبادرة لإعادة لم اللحمة الفلسطينية تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية وإعادة صهر كل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في جهاز واحد. وهي المبادرة التي رحبت بها حركة فتح في حين تحفظت عليها غريمتها حماس التي وان أبدت موافقتها على المشاركة في حوار القاهرة لم تخف رغبتها في إدخال تعديلات على نص المبادرة المصرية. ولكن وحتى وان جاء الإجماع الفلسطيني على أهمية الحوار كسبيل وحيد للخروج من عنق الزجاجة فان الآليات التي سيتم من خلالها إجراءه وحيثياته تطرح إشكالية أمام نجاحه وبالتالي توصل الفرقاء الفلسطينيين إلى اتفاق نهائي يضع حدا لوضع مشتت داخل الساحة الفلسطينية دام أكثر من عام ونصف.