تنظم جامعة عبد الحميد بن باديس بكلية العلوم الاجتماعية مستغانم، في شهر أفريل، يوما دراسيا حول الآثار النفسية والاجتماعية للطلاق على الأبناء، كموضوع يستدعي التحليل، خصوصا بعد الأرقام المقلقة التي كشفت عنها وزارة العدل لحالات الطلاق المسجلة خلال السنوات الثلاث الماضية، مما يستدعي الاهتمام والدراسة. كشفت وزارة العدل أن هناك 125183 حالة طلاق تم تسجيلها خلال الثلاث السنوات الأخيرة، منها 10128حالة خلع، وهو رقم ينذر بمدى هشاشة الأسر الجزائرية التي أصبحت تواجه ظاهرة الطلاق بنسب متزايدة باستمرار. مع ذلك، لم يحظ موضوع تداعيات الطلاق وأثاره بالدراسة والبحث بشكل ينسجم مع أهميته العملية والعلمية بنفس الأهمية التي حضي بها موضوع الطلاق نفسه من حيث أسبابه وأنواعه، إذ أن أغلب الدراسات الفقهية والقانونية والسوسيولوجية والنفسية وغيرها، لم تتناول موضوع آثار الطلاق على المجتمع بمختلف شرائحه بشكل تفصيلي ودقيق، هذا ما دفع كلية العلوم الاجتماعية بولاية مستغانم إلى تنظيم يوم دراسي يشارك فيه مختصون في القانون وعلم الاجتماع وكذا علم النفس، إلى جانب مستشارين أسريين يحاولون من خلال اللقاء التطرق إلى الآثار النفسية والاجتماعية للطلاق على الأبناء. فالطلاق يترك آثاره السلبية على المطلقين وعلى أولادهم وعلى المجتمع بأسره، ولعل الضرر الذي يقع على هذه الفئات نتيجة الطلاق أكبر بكثير من فوائد الطلاق، فالأسرة هي المنبع الأول للطفل في مجال النمو النفسي والعقلي فيما يصدر عن الوالدين من أمراض سلوكية ومشاكل نفسية واجتماعية. فسلبيات الطلاق على الأبناء تكون أكثر وأكبر، خاصة إذا حضر وعاش الأطفال النزاع الدائم بين والديهم، فإن ذلك ينعكس سلبا على الأولاد بالتسرب من المدارس والانحراف في السلوك، وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على التطور الفكري، وعدم التوازن أو مشاركة الجماعة وحرمانهم من التنشئة الاجتماعية السليمة، مما يجعلهم يلجأون إلى التشرد أحيانا وعرضه لاضطرابات سوسيونفسية أحيانا أخرى. فعندما يحظى طرف واحد بالوصاية الفردية للابن، فإن هذا الطرف تقع عليه مبدئيا مسؤولية رعاية هؤلاء الأبناء، بينما قد يستمر الطرف الثاني في امتلاك حق الرؤية فقط على الرغم من أن الأبناء في الوصاية يكونون عادة في رعاية الأم، فإنه لا يوجد دليل على أن وصاية الأم تمكن الطفل من التكيف بشكل أفضل من الأطفال الذين يكونون تحت رعاية الأب، فإن التكيف الأفضل للأبناء لا يمكن ربطه دائما بجنس الحاضن وإنما بقدرة الفرد على الرعاية والتنشئة السليمة. وقد تم تقسيم اليوم الدراسي إلى عدة محاور، أهمها؛ الأسباب الرئيسية لتزايد معدلات الطلاق في المجتمع الجزائري، وما هي تداعيات الطلاق على المرأة والرجل وعلى الأطفال والمجتمع ككل؟ كما سيتم تناول مدى ارتباط تكيف الأبناء مع الطلاق بجنس الحاضن، والآثار النفسية والاجتماعية لأبناء المطلقين، مع محاولة البحث على اقتراحات من طرف متخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع للتخفيف من آثار الطلاق على الأبناء.