طرحت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى المنطقة العربية تساؤلات عدة عن المغزى من ورائها في مثل هذا التوقيت وكذا دواعي عقد اللجنة الرباعية لقاء لأعضائها بدعوى بحث درجة تقدم مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتجد هذه التساؤلات مبرراتها كون وزيرة الخارجية الأمريكية أصبحت شخصية في حكم الماضي بعد أن خسرت إدارتها انتخابات الرئاسة الأمريكية ثم إنها اعترفت أن الوعد بإقامة دولة فلسطينية لم يعد ممكنا كما انها زارت المنطقة ثماني عشرة مرة لذات الغرض ولكنها كانت تعود في كل مرة خائبة بسبب التعنت الإسرائيلي الرافض لكل مسعى لتمكين الفلسطينيين من أدنى حقوقهم المشروعة. وحتى وان أكدت المسؤولة الأمريكية لتبرير جولتها أنها تهدف إلى تأكيد تمسك واشنطن بمبادئ مؤتمر انابوليس الا انه مبرر لا يجد مصداقيته لا لسبب إلا لكون هذا المؤتمر ولد ميتا تماما كما هو الشأن بالنسبة لوعد الرئيس الأمريكي الزائف بإقامة الدولة الفلسطينية قبل انتهاء عهدته. والأكثر من ذلك فان إسرائيل استغلت حركية السلام المزعومة لتكريس منطقها لتوسيع الاستيطان وابتلاع المزيد من الأراضي وتهويد القدس الشريف بتواطئ من كوندوليزا رايس نفسها التي التزمت صمتا غير مبرر إزاء انتهاك نتائج انابوليس التي جاءت تدافع عنها في شرم الشيخ أمس. ويجب الإقرار أن العيب ليس في رايس التي تأتي في كل مرة للضحك على أذقان العرب وإنما في الذين مازالوا يعتقدون أن السلام يمكن أن يتحقق عبر واشنطن وحتى إن تحقق فانه لن يلبي مطالب العرب إن لم نقل أدناها.