تتوالى الأيام وتتشابه، من سنة إلى أخرى، في فريق شبيبة القبائل، الذي يبدو أنه كتب له أن يعيش في مأزق طيلة هذه السنوات، فالنادي يستغيث وككل مرة منذ عدة أعوام، ولم يتوصل بعد إلى إيجاد الحلول للخروج من أزمة النتائج، التي طال أمدها، وتبعث بالفريق مباشرة إلى الرابطة الثانية، فقد تعثر النادي مرة أخرى داخل قواعده أمام نصر حسين داي في الجولة 19 من الرابطة الأولى، بعد أن تعادل بهدف لهدف، مفوتا على نفسه فرصة تحقيق "الديكليك" المنتظر منذ مدة، فالشبيبة مهددة بالسقوط وهي في المرتبة 12 برصيد 19 نقطة فقط، فآلة الكناري معطلة ولا تستطيع الفوز داخل قواعدها ناهيك عن خارج ميدانها. الكل طالب برحيل المدرب نور الدين سعدي، الذي يبدو أنه لم يستطع أن يجد الحل للشبيبة، خاصة وأن أمل إنقاذ الفريق من النزول إلى الرابطة الثانية، بدأ يتلاشى لدى أنصار الفريق رغم أن البطولة تبقى منها 20 مباراة، سعدي أكد أنه لن يستقيل مادام يملك ثقة الرئيس شريف ملال، الذي يحاول في بدايته تحفيز اللاعبين، تارة بالحديث إليهم وعادة بمنحهم الأموال التي تدفع بهم إلى الأمام، فقد سبق له وأن وعدهم بمنحة كبيرة قبل مباراة النصرية، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. المدرب سعدي، يعاب عليه أنه لم يجد بعد الوصفة السحرية للانطلاق بالنادي من جديد، غير أنه من جهته، يؤكد أنه لا يملك العصا السحرية، لكنه يصر على أنّه سينقذ الشبيبة من السقوط، فسعدي مثل سابقيه من المدربين الذين توالوا على العارضة الفنية لهذا الفريق منذ بداية الموسم الحالي، الذين عجزوا كلهم عن إخراج الفريق من سلسلة النتائج السلبية، فكيف يمكن لسعدي أن يتوصل إلى إنقاذ الفريق، في ظل المستوى الهزيل لبعض اللاعبين، الذين لا يملكون ما يسمح للطاقم الفني أن يعتمد به عليهم للبقاء في الرابطة الأولى، فتحفيزهم بالأموال لم يجد نفعا، وعلى شريف ملال انتهاج طريقة أخرى، من أجل أن يستفيق هؤلاء اللاعبين، ولا يؤدوا بالنادي الكبير إلى السقوط، ليكون ذلك سابقة في تاريخ الشبيبة التي لم تعرف السقوط منذ نشأتها. البعض يتهم الرئيس السابق محند شريف حناشي، أنه هو من وراء بعض اللاعبين، كي يرفعوا أرجلهم فوق الميدان، ولا يلعبوا بكل إمكانياتهم حتى لا ينجح الفريق، ومنه سيكون فشل المسيرين الجدد، فهذا هو الحديث الذي يدور في تيزي وزو، وبين أنصار الكناري وكما يقال "لا دخان بلا نار"، خاصة إذا علمنا أنّ حناشي حاول العودة إلى رئاسة الفريق، قبل الاجتماع الأخير لأعضاء مجلس الإدارة، الذين انتخبوا ملال رئيسا، من خلال مسعاه إلى إحداث "انقلاب"، بعد أن اجتمع ببعض المساهمين عشية الجمعية العامة، في فندق "الميركور" بالعاصمة، حيث كشف عن نيته في العودة، محاولا الحصول على المساندة من المجتمعين، غير أنّهم رفضوا اقتراحه، وفضلوا ملال على عودته إلى رئاسة الشبيبة.