عاد الفنان التشكيلي مراد فوغالي إلى جمهوره، بمجموعة من اللوحات الجديدة التي تعبر عن تطور فنه وتوجهاته الجديدة في عالم مليء بالألوان والمواضيع المختلفة، التي تسبح في فضاءات تحمل بدورها الكثير من المعاني، وهكذا يعرض الفنان أربعين لوحة في المركز الثقافي "مصطفى كاتب" إلى غاية منتصف ماي الجاري. قامت "المساء" بجولة مع الفنان والمهندس مراد فوغالي، في فضاء "مصطفى كاتب" الذي يحتضن معرضه، وقال بأنه أراد من خلال هذه التظاهرة الفنية، أن يعرض على الجمهور لوحات جديدة تضاف إلى لوحاته التي عرضها سابقا في عدة مناسبات، والتي عرفت بعضها تعديلات أحدثها الفنان. أضاف فوغالي أنه يهتم برسم الفضاء أو المحيط في لوحاته، ومن ثمة يغذيه بموضوع متعلق بالواقع، وإن كان في أغلب الأحيان يحمل لمسة سريالية أو حتى تجريدية، مشيرا إلى أنّ ما يهمّه بالدرجة الأولى، كل ما يدور حول الفضاء الذي يسبح فيه موضوع اللوحة وكذا الأواصر التي تربط بينه وبين الفنان بذاته، والتي تعبر عن جملة من الأحاسيس والعواطف. توقف فوغالي عند بعض اللوحات الجديدة التي أنجزها، من بينها لوحة "حلم مزهر" التي قال بأنها تعبر حسب عنوانها، عن أحلام تملؤها الزهور والأمل، رسم فيها شكل وردة كبيرة في أعلى اللوحة، تتناثر أسفلها، أوراق خضراء، تنشد العلو. لوحة أخرى غير جديدة، أحدث عليها فوغالي تعديلات، وأعطى لها عنوان "مساوئ السمعي البصري"، قال إنها تمثل مساوئ وسائل الاتصال، خاصة العصرية منها على الأطفال، مشيرا إلى أن مهمة الأولياء تتمثل في تربية أطفالهم تربية صحيحة وإبعادهم عن كل الأضرار بما فيها المتعلقة بهذا المحور المهم من حياة الإنسان في زمننا هذا، حيث الانتشار السريع للمعلومة وهو ما مثله فوغالي، برسومات في شكل سحاب وردي، يعبر أيضا عن مقولة "كلام من ريح"، أي كلام ليس له أساس من الصحة. أما لوحة "زمن مجزأ"، فطغى عليها اللون الأزرق، ورسم فيها فوغالي شكلا يمثل جذع شجرة، يضم حلقات وكل منها تمثل فترة من الزمن، ورسم أيضا حجرا يمكن بدوره قياس الزمن، في حين أراد تثمين الثقافة الأمازيغية من خلال لوحة "تعبير بربري"، رسم فيها رمزين؛ الأول يمثل مفتاحا والثاني يعبر عن معينّ، أي فضاء مغلق، وهكذا قال بأن المفتاح سيفتح الفضاء المغلق. انتقل فوغالي إلى لوحة أثرّت فيه كثيرا وتحمل عنوان "السمكة السرية"، وفي هذا يقول "كتبت قصيدة، واندهشت حينما شاهدت رسم لسمكة أسفل القصيدة، لأنني متأكد بأنني لم أرسم أي شيء، وبقي هذا السر محفورا في ذاكرتي، وقمت بترجمته في هذه اللوحة". في المقابل، استعمل الفنان اللون الأحمر بكثرة في لوحة "فضاء مجهول"، كأن جزءا منها غمره لهيب، وفي جزء آخر نشهد قطرات من المياه، فهل تعمل هذه الأخيرة على إطفاء بعض من الاحتراق الذي يصيب الإنسان في حياته هذه؟ أم أنها تمثل حسب صاحبها، التناقض الذي تشهده شخصية كل إنسان بين حبه في الحميمية أحيانا وحاجته للوحدة، أحاييين أخرى؟. أما لوحة "اختلاف" فقال عنها الفنان إنها تمثل اختلاف الناس فيما بينهم، وحاجتهم إلى قبول هذا الاختلاف من الطرف الآخر، بل حتى الاعتراف به، وقد رسم الفنان في هذه اللوحة شكلين مختلفين، لكن لا فاصل بينهما، في حين وجد هذا الحاجز في لوحة أخرى. نصل الآن إلى لوحة "التجديد" التي رسم فيها الفنان أشكالا أفقية منفصلة عن بعضها، قال إنها تمثل الفصول الأربعة وتناوبها، وكيف أن فصلا ما يموت ليولد فصل آخر وهكذا دواليك. في حين عبرت لوحة "رقي الورود" عن علو ونبل شخصيات في المجتمع، وكيف أنّها المثل الأعلى التي يجب علينا إتباعها وتكريمها. في المقابل، رسم الفنان لوحة "الانعتاق"، رسم فيها شكلين أفقين، الأول أملس أزرق والثاني مليء بخربشات بنية، وبينهما رسم نافذة تعبرّ عن قدرة أيا كان الخروج من وضع صعب والتنعم بالهدوء. «حدس" هو عنوان لوحة أخرى لفوغالي، رسم فيها بقعة برتقالية لا ندري هل يمكن أن نعتبرها فأل خير أم أنها تنبئنا بالشر، بينما رسم الفنان في لوحة "طلوع النهار" عدة أشكال تحمل ألوانا مختلفة وفي وسطها، إنارة تنبئ بمطلع النهار، وأشكال وكأنها عمارات، رمز إلى مهنة الفنان المتمثلة في الهندسة. لوحة أخرى لهلال، قال الفنان إنه رسمه بشكل علمي، باعتبار أن القمر كوكب ولا يتغير شكله، وإنما نراه مختلفا بفعل أشعة الشمس، لينتقل الفنان إلى لوحة "فصل فقير" التي رمز فيها إلى فصل الخريف، الذي قال إنه فصل تتساقط فيه الأشجار وتلجأ خلاله بعض الحيوانات إلى السبات، في حين ترمز لوحة "الحياة" إلى تجدد الحياة. كما أضفى فوغالي بعضا من التفاصيل للوحات رسمها وعرضها سابقا، من بينها لوحتي "مناظر قبائلية"، في حين قام بنفس الشيء في لوحة "الكاهنة"، بوضع تفاصيل أخرى تزيد للوحة، جمالية وتعبر عن حرفية فوغالي. ❊ لطيفة داريب ثقافيات منتدى حول إسهام الشيخ دالي سيحتضن قصر الثقافة "عبد الكريم دالي" بتلمسان، يوم الخميس المقبل، منتدى حول إسهام الشيخ عبد الكريم دالي في المدرستين الموسيقيتين "الصنعة" و«الغرناطي"، حسبما علم من مديرية الثقافة. أفاد نفس المصدر أن هذا المنتدى يأتي لإحياء الذكرى العاشرة لإنشاء مؤسسة "عبد الكريم دالي" المنظمة لهذه التظاهرة، حيث تم تحضير برنامج "ثري" بمستوى واحد من أبرز قامات موسيقى الحوزي والأندلسي، على غرار محاضرات ينشطها كل من فزيل ضيف وسماعين هني وتوفيق بن غبريط. ينتظر أن ينطلق هذا المنتدى المنظم بافتتاح معرض حول مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي" وإسهماتها في التعريف بحياة ومسيرة ومساهماته في المدرستين الموسيقيتين "الصنعة" و«الغرناطي". كما سيعرض في سهرة نفس اليوم فيلم وثائقي حول حياة وأعمال الشيخ "عبد الكريم دالي"، متبوعا بحفل موسيقي من إحياء أسماء علا وأحمد مدوار من مدرسة "الصنعة"، مصحوبين بجوق الشيخ عبد الكريم دالي الموسيقية، تحت قيادة نجيب كاتب، كما ستقدم جمعية الموسيقى الأندلسية "القرطبية" باقة من الأغاني الأندلسية. احتضن قصر الثقافة بتلمسان سهرة فنية يوم 17 فبراير الماضي، بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاة الشيخ عبد الكريم دالي (1914- 1978)، من تنظيم كل من أوبرا الجزائر، بالتنسيق مع مديرية الثقافة للولاية وعدد من الجمعيات الثقافية. أيام تكوينية في فنون المسرح بالجلفة اختتمت بالمسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد" بولاية الجلفة، أول أمس، فعاليات الأيام التكوينية في فنون المسرح التي عرفت مشاركة قياسية من المهتمين بهذا الفعل الثقافي الإبداعي، حسب المدير بالنيابة لركح "أحمد بن بوزيد" مصطفى صفراني. عرفت هذه التظاهرة التكوينية التي دامت فعاليتها 5 أيام "مشاركة معتبرة" في مختلف الورشات المنظمة، حيث شهدت استقطاب أزيد من 130 متكونا في مختلف فنون المسرح التي تنوعت بين الكتابة والتمثيل والسينوغرافيا. أضاف السيد صفراني أن نجاعة هذه العملية التكوينية تعود أيضا إلى مؤطريها "ممن تم اختيارهم لباعهم الأكاديمي، وبروزهم في الساحة الثقافية والفنية"، ومنهم المخرج المعروف محمد فريهمدي والروائي المتألق صاحب التتويجات الوطنية والعربية، إسماعيل يبرير. في مجال السينوغرافيا، تمت الاستعانة بالفنان نفطي سالم لما له من خبرة وتألق في هذا الميدان، إلى جانب مخرج الخشبة ومدير المسرح الجهوي بالعلمة (ولاية سطيف) سفيان عطية، حيث "ساهم كل هؤلاء بشكل كبير في نجاعة التكوين". في الوقت الذي أشاد مدير مسرح "أحمد بن بوزيد" بنجاح هذه المبادرة التكوينية التي تندرج -كما قال- "في إطار تطوير قدرات فناني ومبدعي ولاية الجلفة وتعزيز العلاقة بينهم وبين الفاعلين في المجال المسرحي"، أكد بأن الجلفاويين على موعد خلال شهر رمضان الكريم وبرنامج ثري للعروض المسرحية لفرق محلية وأخرى وطنية، وهو ما يجعل هذا الصرح في خدمة الفعل الثقافي، وبالخصوص إطلالته المتواصلة على أبي الفنون وإبداعات الفرق، لاسيما المحلية منها في ظل ما تزخر به الولاية من خزان للمواهب. ملتقى مغاربي عن "واقع اللغة العربية" سينظم بتلمسان ملتقى مغاربيا حول موضوع "واقع اللغة العربية في المدرسة المغاربية" اليوم الثلاثاء، حسبما علم من المنظمين. يهدف هذا اللقاء المنظم من طرف مركز البحث العلمي التقني، إلى تطوير اللغة العربية لجامعة "أبي بكر بلقايد" بتلمسان على مدار يومين، إلى "إصلاح أوضاع اللغة العربية والارتقاء بتعليمها والتعليم بها في مختلف البلدان المغاربية"، وفق ما أفادت به ل«وأج" عضو باللجنة العلمية لهذا الملتقى، لواتي فاطمة. سيسمح هذا اللقاء "بالوقوف على وضع اللغة العربية في المدرسة المغاربية بأطوارها الثلاثة، وتوصيف هذا الوضع بالعودة إلى الإطار النظري المحدد لتعليم اللغة العربية، بما يتضمنه من مفاهيم وأسس ومنطلقات معرفية"، استنادا للمصدر. وسيتم تقديم بعض النماذج عن تدريس اللغة العربية والواقع اللغوي الجزائري وأثر اللسانيات الحديثة في تطوير الممارسة اللغوية وغيرها، كما أشير إليه. سينشط هذا الملتقى العلمي أساتذة وباحثون من 10 جامعات من الوطن وجامعات من المغرب وتونس وليبيا، حيث سيتطرقون إلى أثر اللسانيات في النهوض بمستوى اللغة العربي،ة ومدرسيها واستراتيجيات تعليم اللغة العربية وتعلّمها، والمستويات اللسانية وأثرها في تعليم اللغة العربية، حسب نفس المصدر. كما سيتم إبراز دور الحاسوب في تحسين المستوى اللغوي لذوي الاحتياجات الخاصة، واستثمار تكنولوجيا التعليم في تنمية مهارتي الاستماع والتحدث باللغة العربية للمنخرطين بمدارس الصم والبكم، وصعوبات وآفاق التعليم الإلكتروني للغة العربية. ❊ ق.ث