لقيت فكرة تحويل "النادي الأخضر" إلى حديقة علاجية نموذجية بمستشفى ابن عكنون بالعاصمة، استحسان رئيسة جمعية نشاطات الشباب والترفيه التربوي للأطفال السيدة سامية والي، التي أكدت في معرض حديثها مع "المساء"، أنّ الجمعية كانت سبّاقة إلى إخراج المرضى من عزلتهم؛ من خلال تسطير جملة من البرامج التي تكسر عزلتهم وتنسيهم مرضهم. أضافت السيدة والي أنّها تستهدف الأطفال بالدرجة الأولى؛ بجعلهم يمارسون في الفترات المسائية بعض الأشغال اليدوية، ومنها البستنة؛ للترفيه وعدم التفكير في المرض؛ تقول: "بعد أن تكفّل المعهد الوطني بدراسة مشروع تحويل النادي إلى حديقة وتمّ تجسيده بدعم من بعض الشركاء، نشعر بالكثير من السعادة؛ لأنّه أخيرا أصبح للمرضى فضاء خاص بهم للراحة، يمارسون فيه أجمل الأنشطة، وهي تلك المرتبطة بالبيئة، التي تمنح المريض نوعا من الراحة النفسية بعيدا عن المرض. ولعلّ أهم ما في الحديقة أنّها تجمع بين الكبار والصغار، مما يجعل المرضى يعيشون في الحديقة كعائلة واحدة". وعن الدور المنوط بالجمعية بعد تسلّمها مهمة تسيير الحديقة بعد أن خضع أعضاؤها لتكوينات، أشارت المتحدثة إلى أنّ دورهم كجمعية، يتمثّل في تأطير النشاطات المرتبطة بالبستنة العلاجية لصالح المرضى، وضمان توفير وسائل العمل، وتنظيم الحديقة لصالح المرضى والمرافقين، ووضع برنامج عمل يومي لاستغلال الحديقة لمزاولة مختلف الأنشطة الأخرى؛ مثل الرسم والمطالعة وإعداد وصفات بسيطة من منتوجات الحديقة. وردّا على سؤال "المساء" حول مدى مساهمة الحديقة في العلاج والتقليل من الاضطراب النفسي للمريض خلال فترة علاجه، أشارت محدثتنا إلى أنّ مسؤولية الاعتناء بالنبتة تساعد المريض على التفكير في ضرورة الاعتناء بنفسه والتمسّك بالحياة والإيمان بالقدرة على التعلّم، حيث ينسى مشاكله، ويتفرّغ للاهتمام بمشاكل النبتة، كما يتعلّم مراحل الحياة المختلفة من خلال إشرافه على مراحل نمو النبات. وتقول: "كلّ هذا يساعده في بناء ثقته بنفسه لإدراك أنّه رغم المرض يمكنه أن يكون إيجابيا، كما يتعلّم معنى المثابرة والصبر وهو ينتظر جني ثمار ما صنعت يداه"، مشيرة إلى أنّ أهم هدف ستعمل عليه من خلال هذه الحديقة العلاجية، هو استثارة الحواس الخمس، التي تساهم في استرخاء المريض وشعوره بالراحة النفسية.