التقى المئات من طلبة جامعات العاصمة أمس بدار الشعب المقر الوطني للاتحاد العام للعمال الجزائريين في تجمع حاشد تضامنا مع سكان غزة وتنديدا بمواقف الدول العظمى الداعمة للقوة الاستعمارية الصهيونية، واستنكروا التخاذل العربي ورفعوا شعارات تنادي بالإسراع في نصرة المقاومة ووقف المذبحة الإسرائيلية. وتوجه طلبة مختلف الجامعات والمعاهد منذ الصبيحة الى دار الشعب، وشجعهم على ذلك الجو المشمس، وتجمعوا في الساحة الكبرى مشكلين حشدا بشريا ضخما، تتعالى منه الهتافات والأصوات الداعمة لسكان غزة والمقاومة والمطالبة بتحرك دولي وعربي فاعل لإيقاف المذبحة الصهيونية، ولم تتوقف حناجرهم عن ترديد جميع الشعارات المساندة للقضية الفلسطينية والمعبرة عن الدعم اللا مشروط من الجزائر الرسمية وغير الرسمية كما حملوا العلم الوطني الجزائري إلى جانب العلم الفلسطيني، وحتى العلم الأخضر الذي يرمز الى المقاومة الفلسطينية. وتفاعل الطلبة مع الشعارات التي رددها الذين تداولوا على المنصة، وكان تفاعلهم أكبر مع الأخبار الواردة من غزة مفادها تحقيق المقاومة لنجاحات على الأرض، وتلقينهم دروسا في القتال لجنود أكبر قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وثباتهم على الشهادة وعدم الاستسلام رغم الحصار. وفضل منظموا المهرجان وهم من قيادة الاتحاد الطلابي الحر ترك الطلبة يعبرون عن آرائهم من خلال رفع اللافتات والشعارات، ووضعوا مكبرات صوت سمحت للجماهير بإيصال نداءاتهم الى مختلف أحياء ساحة أول ماي بالعاصمة، وتعالت هتافات "يا للعار يا للعار أنظمة بلا قرار"، الانتقام الانتقام يا كتائب القسام"، "الاستشهاد الاستشهاد يا كتائب الجهاد"، " الجيش الشعب معك يا غزة"، "من الحدود الى الحدود نحن ضد اليهود"، وفي غمرة تلك الشعارات أحرق المتظاهرون العلم الإسرائيلي مرددين عبارات "الموت لبني صهيون". وعرف التجمع الجماهيري حضور قيادات منظمات جماهيرية تداولوا على إلقاء كلمات حماسية تعبر عن الموقف الشعبي حول ما يحدث في غزة من تقتيل على مرأى العالم بأسره. وقال القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم "إن ما يؤلمنا ليس رصاصات العدو ولكن الصمت العربي المتخاذل"، وأضاف أن المجتمع المدني مرتاح للموقف الرسمي الجزائري "كون الجزائر تعد البلد الوحيد الذي ليست له أي اتصالات مع العدو الصهيوني، كما أن الجزائر كانت السباقة إلى فتح جسر جوي بينها وبين غزة لنقل المساعدات الغذائية والطبية والاستجابة لكل ما يطلبه الإخوان في ساحة المعركة"، ودعا الى جمع التبرعات المالية قصد إرسالها للمقاومة. وردد الطلبة مع القائد العام للكشافة شعارات" جزائر الملايين مع غزة وفلسطين" و"جزائر الشهداء مع غزة العلماء" ومن جهته شدد إسماعيل مجاهد الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر على ضرورة دعم المقاومة بكل الوسائل منتقدا الموقف العربي المتخاذل، وشاجبا مواقف الدول الغربية، وأبرز بأن الطلبة الجزائريين مستعدون لفداء غزة بأرواحهم. وأعلنت قيادات من التنظيم على هامش التجمع عن مبادرات لفائدة سكان غزة من بينها جمع مليون توقيع لإرغام الدول العربية على إيقاف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وحمل الدول التي لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني على طرد سفراء إسرائيل منها، إضافة الى التنسيق مع وزارة التضامن الوطني لتنظيم حملة تبرعات بالدم داخل الجامعات، وتشكيل جمعية طلابية عربية لرفع عريضة تنديد الى الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وبدوره أوضح القيادي في الاتحاد الطلابي الحر والمناضل في حركة مجتمع السلم السيد عامر سعد سعود أن صدور أي قرار لوقف إطلاق النار من طرف مجلس الأمن الأممي في الأيام القادمة يعني اعترافا بانتصار المقاومة، وحيا بالمناسبة الموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية، ومنتقدا موقف الأنظمة العربية. أما السيد عبد الحميد مداود ممثل جمعية العلماء المسلمين فقد اكد انه ليس من المفاجأة أن تقف الجزائر وطلبتها الى جانب الشعب الفلسطيني، واكد أن ما يحدث في غزة من تقتيل وتنكيل يبقى عار في جبين الإنسانية والأمة العربية.