تواصلت للجمعة الثالثة على التوالي مظاهرات الغضب الشعبي ضد إسرائيل في مختلف مدن الضفة الغربيةوالعواصم العربية للتنديد بالمحرقة الصهيونية في قطاع غزة والتي تدخل أسبوعها الرابع وسط سقوط المزيد من الشهداء. ونشبت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين لم تمنعهم إجراءات الإغلاق التام التي فرضتها قوات الاحتلال على الضفة الغربية من الخروج في مظاهرات غاضبة للتنديد بالمجازر البشعة التي لا تزال آلة الدمار الإسرائيلية تقترفها في حق الأطفال والنساء في قطاع غزة المدمر. وخلفت هذه الاشتباكات مقتل فلسطيني في ال15 من عمره في مدينة الخليل بالضفة الغربية بعدما أصيب بطلقات نارية من قبل جنود الاحتلال الذين لم يتوانوا لحظة في استعمال الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاقا تاما على الضفة الغربية لمدة 48 ساعة ابتداءً من منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة في وقت دعا فيه الفلسطينيون إلى تحويل يوم الجمعة إلى "يوم غضب" ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة. ويأتي إجراء الإغلاق عقب الدعوة التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بجعل اليوم الجمعة "يوم غضب" جديد مع مظاهرات عارمة معادية لإسرائيل كما دعت حركة فتح التي يقودها الرئيس محمود عباس إلى المشاركة في المظاهرات. وهو الأمر الذي دفع مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لإعلان حالة استنفار قصوى في مدينة القدسالمحتلة تحسبا لحدوث أي طارئ عقب أداء المصلين لصلاة الجمعة في الأقصى الشريف. وفرضت قوات الاحتلال إجراءات صارمة لدخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى وسمحت لمن يملكون البطاقة الزرقاء والذين تتجاوز أعمارهم ال50 سنة من دخول الحرم الشريف. وتواصلت مظاهرات الغضب في مختلف العواصم العربية حيث تجمع مئات الأطفال أمام مقر الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالعاصمة السورية دمشق مطالبين بإنقاذ أطفال غزة. ووجه آلاف الطلاب في المدينة الجامعية بدمشق انتقادات حادة للموقف العربي الضعيف تجاه العدوان. ونفس أجواء الغضب عاشتها عديد المدن بليبيا ومصر وتركيا التي لم تتوقف المظاهرات فيها منذ اليوم الأول من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.