أحدث الائتلاف بين أحزاب الليكود وإسرائيل بيتنا وشاس اليمينية المتطرفة في إسرائيل زوبعة دبلوماسية في المنطقة والعالم وسط مخاوف من انهيار عملية السلام في المنطقة العربية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبدأت دول المنطقة تبدي مخاوف متزايدة من الحكومة التي يعتزم الوزير الأول الإسرائيلي المعين بنيامين نتانياهو تشكيلها مع الأحزاب المذكورة على مفاوضات السلام التي بدت أمس أنها اقرب إلى الانهيار النهائي منها إلى الاستمرار بهدف إنهاء أقدم النزاعات السياسية في العالم. ولم تخف السلطة الفلسطينية مخاوفها من تربع اليمين المتطرف في إسرائيل على كرسي الوزارة الأولى لما له من آثار سلبية على كل عملية السلام التي أصيبت بموت اكلنيكي منذ سنة 2002 وقد جاء نتانياهو بواسطة مواقفه المتعنتة من اجل قبرها بصفة نهائية. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه جد قلق من تشكيل حكومة معادية لفكرة السلام في إسرائيل. وهو الموقف الذي عبر عنه الملك عبد الله الثاني أمس بالعاصمة البرتغالية وقال أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لا يجب أن تكون ذريعة لتأجيل مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وأكد أن الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة سيعملون جميعا من اجل منع أي شخص يجعل من هذه الحكومة ذريعة لعدم مواصلة المفاوضات وكانت الإشارة واضحة باتجاه الوزير الاول الاسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو. وأكدت السلطات المصرية أمس أنها جد منشغلة من تداعيات تشكيل حكومة يمينية على المنطقة وعملية السلام مع الفلسطينيين بعد الاتفاق بين حزب الليكود وحزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف. واعتبر وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أن هذا الأمر بإمكانه أن يؤدي إلى وقوع كوارث في كل المنطقة العربية وعلى عملية السلام. وقال ابو الغيط بالعاصمة البلجيكية حيث يقوم بزيارة الى مقر الاتحاد الاوروبي إن وزراء الحكومة الاسرائيلية القادمة إن هم نفذوا تصريحاتهم التي أدلوا بها فاننا سنكون في مواجهة وضع سياسي خطير. وأصبح الفلسطينيون يبدون مخاوف متزايدة من تنامي السياسة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية في ظل الحكومة الجديدة وموقفها الرافض لفكرة إقامة الدولتين التي تدافع عنها الولاياتالمتحدة وفشلت في تجسيدها ميدانيا منذ عدة سنوات بسبب الرفض الاسرائيلي. وقال وزير الخارجية المصري امام الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط بالعاصمة البلجيكية أنه يجب أن نطالبهم بوقف كل سياسة في هذا الاتجاه وإلا فإنكم ستدمرون كل أساس للتوصل إلى تسوية وإذا انهار ذلك فإن الصراع سيتواصل لعدة قرون أخرى. وكان خافيير سولانا الممثل السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جدد التأكيد أن الدول الأوروبية مستعدة للعمل مع حكومة إسرائيلية تقبل بمبدإ قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية. ولكنه أكد أنه في حال حدوث العكس فإن موقفنا سيكون مغايرا دون أن يحدد الكيفية التي ستتعامل بواسطتها الدول الأوروبية مع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. ولا يفوت الوزير الأول الإسرائيلي مناسبة إلا واستغلها للجهر بالقول انه يعارض مبدأ قيام دولة فلسطينية ومفاوضات السلام وأكد انه يفكر في توسيع سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وابتلاع مزيد من الأراضي الفلسطينية وهو ما شكل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم في عملية السلام. وللتنصل من مسؤولية حكومته في احترام الاتفاقيات الدولية الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فقد أكد نتانياهو انه يقبل بإقامة "سلام اقتصادي" فقط بدعوى تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في الضفة الغربية وهي كذبة لا يمكن لعاقل قبولها وواقع الحال الفلسطيني يدحض ذلك إلى درجة جعلت الغالبية العظمى من الفلسطينيين تعيش تحت مستوى عتبة الفقر في العالم . يذكر أن بنيامين نتانياهو وجد نفسه مرغما على إقامة ائتلاف مع الأحزاب اليمينية بعد أن رفضت تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما وحزب العمل بقيادة وزير الدفاع ايهود باراك المشاركة في حكومته. وأجرى نتانياهو لقاءات سرية متلاحقة مع تسيبي ليفني في الأيام الأخيرة لإقناعها بالانضمام إلى حكومته ولكنها رفضت العرض لأنه رفض قبول شروطها بمواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين.