تتعالى الأصوات سواء عبر القنوات الرسمية أو غيرها المطالبة بضرورة مراجعة الإدارة الأمريكية الجديدة لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، لما يشكله من خرق صارخ للشرعية الدولية من جهة، ولصورة الولاياتالمتحدة التي تقدم نفسها راعية للسلم والأمن العالميين من جهة أخرى. وجدد الرئيس سيريل رامافوزا، في خطابه أمام اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، التي اختتمت اجتماعها أول أمس، مطالبة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، بإلغاء قرار سالفه بخصوص الصحراء الغربية. والتراجع "عن الاعتراف غير القانوني وفرض سيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية". كما أثار الرئيس الجنوب إفريقي، الذي يتراس أيضا الاتحاد الافريقي "انشغالات بشأن عدم إحراز تقدم في حل قضية الصحراء الغربية بطريقة تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال الكامل". وأكد أن بلاده "ستكثف جهودها في الاتحاد الإفريقي" في هذا الإطار. ويأتي مطلب الرئيس الجنوب افريقي في الوقت الذي اكد فيه مسؤولون صحراويون، أن جبهة البوليزاريو تنتظر من الرئيس جو بايدن، إعادة النظر في قرار ترامب. وهو الأمر الذي أكده ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا محمد سيداتي، الذي أشار الى أن الطرف الصحراوي ينتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة مراجعة وإعادة النظر في قرار الرئيس السابق.وقال سيداتي، إن "ترامب ترك إرثا ثقيلا ولكننا لن نفقد الأمل لأن الإدارة الجديدة بقيادة بايدن، أعربت عن نيتها في مراجعة وإعادة النظر في كل ما قام به الرئيس السابق"، داعيا واشنطن الى العمل في اطار مجلس الأمن الدولي، مع الدول الأعضاء على تصحيح الوضع. وأضاف في هذا السياق "نأمل ونتمنى من الإدارة الجديدة أن تصحح هذا الظلم المقترف في حق الصحراء الغربية، واستعمال مكانتها في مجلس الأمن الى جانب الأعضاء الآخرين لتصحيح الوضع". وفي انتظار موقف إدارة بايدن، بشأن الصحراء الغربية أكدت ممثلة جبهة البوليزاريو بفنلندا، محفوظة رحال، بأن تآمر ترامب والمغرب ضد السيادة الوطنية الصحراوية لن يؤثر على نضال شعب الصحراء الغربية الشرعي من أجل الاستقلال. واعتبرت المسؤولة الصحراوية، أن هذا "التآمر بين ترامب والاحتلال المغربي جاء في ظرف جد معقّد بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الأممالمتحدة من قبل طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية القوة المحتلّة". وتطرقت ممثلة جبهة البوليزاريو إلى "الوضع الرهيب" في الأراضي المحتلّة جراء تضاعف ممارسات القوات المغربية من انتهاكات لحقوق الإنسان والاعتقالات العشوائية وحملات مداهمات منازل المدنيين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين. وقالت إن هذه الانتهاكات تفاقمت بشكل كبير منذ خرق وقف إطلاق النار منتصف نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى الحصار الإعلامي والعسكري المغربي المفروض على المدن المحتلّة.