تقدم عمي صالح بخطوات متثاقلة وبجسمه النحيل نحو احد مكاتب الاقتراع بمركز الانتخاب أحمد عروة بالشراقة لأداء واجبه الانتخابي رغم علامات المرض البادية على محياه. وقال عمي صالح البالغ من العمر 82 سنة وهو يحمل عصا بيده اليمنى ووثائق الهوية وبطاقة الانتخاب بيده اليسرى مرددا "لم أغادر بيتي بسبب مرضي المزمن منذ أزيد من سنة لكنني لم أتوان في أداء واجبي الانتخابي". ولقي المجاهد عمي صالح أمام مشارف مكتب الاقتراع المساعدة من قبل المشرفين على عملية التصويت حيث سارع بعضهم للأخذ بيده لمساعدته على أداء واجبه الانتخابي وسط مجموعة من المواطنين المتوافدين على هذا المركز منذ الساعات الأولى من صباح أمس. وبعد خروجه من مكتب الاقتراع صرح عمي صالح بهدوء أمام جمع من الحضور قائلا "حرصت منذ سنوات خلت على مشاركتي في كل المواعيد الانتخابية والوطنية". وبعد ان توقف لحظة تابع قائلا: "لم يمنعني أي ظرف كان من أداء هذا الواجب حتى خلال العشرية السوداء لأكون قدوة حسنة للأبناء والأحفاد. داعيا شباب اليوم إلى "إدراك نعمة هذا البلد" مضيفا: "نحن قمنا بواجبنا بالأمس من اجل تحرير البلاد وينبغي على شباب اليوم ان يحافظوا عليه بالعمل والكد". وفي رده على سؤال حول أهمية هذه الانتخابات لم يتردد عمي صالح في القول "انتخبت لصالح الذي يقود البلاد من أجل جزائر قوية وآمنة" ليتوقف هنيهة حتى يستعيد أنفاسه ويواصل قائلا "ما يكون غير الخير لبلاد الخير".