الاستثمار في الألعاب الترفيهية والتربوية التي تنمي التركيز والقدرات الذهنية للاطفال، هو ما أصبحنا بحاجة ماسة إليه في الوقت الراهن، بعدما استفحل العنف لدى أطفالنا جراء تفاعلات اجتماعية كثيرة ساهمت فيه اللعبة بشكل واسع، فهذه الاخيرة لم تعد تعلم الطفل وتربيه، بل أصبحت تشجع على العنف لاغير، خاصة الالعاب الالكترونية، التي يتلذذ فيها الاطفال بكل ما يتعلق بالأسلحة والقتل. ومنه جاءت الفكرة التي يسعى السيد بلعيد أوداش، إلى تجسيدها على أرض الواقع، وتعميمها أكثر، من خلال اختراعه للعبة فكرية تعتمد على التركيز الحاد، وتمكن من رفع مستوى الذكاء لدى لطفل، اللعبة أطلق عليها اسم "المترابطات" وهي عبارة عن أشكال هندسية، يقوم اللاعب فيها بالمرور في كل رواق منها مرة واحدة دون العودة مرة ثانية من الطريق الذي سلكه من قبل، حيث قدم أوداش هذا العمل على الورق، في انتظار أن يجسده في أماكن أخرى، فهو يرى أن هذه اللعبة يمكن أن تلعب في البيت، في المسبح، على شاطئ البحر وفي الحدائق العمومية، ويؤكد أنه قام بتجربة في ملعب برج منايل، كانت ناجحة وعرفت إقبالا كبيرا من المواطنين الذين تمتعوا كثيرا بها من خلال المشاركة واتباع قواعدها، خاصة وأنها مورست بكرة قدم، فأوداش يرى أنه يمكن أن تلعب أيضا عن طريق دراجة هوائية أو بمزالج ذات عجلات صغيرة، كما يضيف أنه من بين مشاريعه أن تلعب أيضا في الهاتف النقال، ويمكن أن تكون مسارا خاصا لتدريبات لاعبي كرة القدم مثلا، ولأجل هذا فقد عرض الفكرة على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والتي لم يعارضها مسؤولوها الذين أبدو استعدادهم لدراسة هذا المشروع، كما عرضت الفكرة أيضا على متعامل الهاتف النقال "نجمة"، حيث اقترح أوداش على مسؤوليه أن تضاف هذه اللعبة، ولا يتوقف حلم أوداش عند هذا الحد، حيث أكد أنه يتمنى لو تضاف هذه اللعبة حتى على تذاكر الطائرات أو القطارات، وقد قام أوداش أيضا باختراع لعبة أخرى هي عبارة عن تركيب أجزاء مفككة، تشكل حرف (تي) (T)، حيث اعتبر أن هذه الاخيرة تساهم كثيرا في الرفع من قدرة التركيز عند الأطفال وحتى الكبار، نظرا لتعقد وصعوبة تشكيل هذا الحرف الذي يتطلب الصبر والمثابرة. ومن خلال مشروعه، يسعى أوداش إلى تعميم هذه الفكرة، وهو يناشد السلطات من أجل المساعدة، وقال إن هذا المشروع يمكنه توفير 50 ألف منصب عمل، ومن الممكن أن تلعب هذه اللعبة، على شكل بطولة تضاف الى النشاطات الرياضية الأخرى، ويضيف أوداش أنه يتمنى أن تلعب هذه اللعبة، ما بين شوطي مباريات كرة القدم لتشد انتباه المناصرين، وتنقص من حدة العنف في الملاعب. التفكير في هذا المشروع، لم يكن صدفة حسب ما أكده أوداش، الذي أكد أن توجه الاطفال إلى لعب العنف كان السبب في ذلك فكلما قال: "نحن بأمس الحاجة الى هذه اللعب، التي يستعمل فيها العقل والتفكير لاسيما لدى الاطفال، الذين نريد أن نصنع منهم جيلا آخر ينبذ العنف ويتمتع بالذكاء، ويتطلع إلى التغيير والاهتمام مثل هذه الألعاب التربوية والتثقيفية، من شأنها أن تهذب الفرد وتجعله يفكر بتمعن في كل مجالات الحياة"، هذا ما يريد أدواش التوصل إليه مستقبلا، خصوصا وأنه يؤكد أن الفكرة مشروع مستقبل، متمنيا أن يعرف الضوء يوما ما هنا في الجزائر، فقد أكد: "أريد أن يجسد هنا في بلدي وبعد ذلك لا بأس إن تم تصديره الى الخارج". يذكر أن بلعيد أوداش قدم مشاريع هذه اللعب التثقيفية في محاضرة ألقاها مؤخرا بميدياتيك شارع أودان في العاصمة.