❊ ليس أمام الولاة اليوم حجة لعدم إصلاح الأمور بولاياتهم ❊ الزيارات للولايات ستكون والتواصل مع المواطن ضروري أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، أن تقييم أداء الحكومة وعمل الولاة يتم "بصفة مستمرة"، وأن فصل المسؤولين في حال ارتكاب أخطاء فادحة يكون بالضرورة "فوريا". وقال الرئيس تبون، خلال لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية، إنه من الضروري "منح الوقت للمسؤولين للتأقلم والتحرر من البيروقراطية وعراقيل الإدارة، مضيفا أن المتابعة تتم بشكل متواصل لمعرفة من يتحكم في ملف قطاعه ومن يواجه صعوبات في ذلك". وأشار بخصوص تقييم أداء الولاة إلى أن "الأمر يتعلق بتقييمين ونحن لسنا بعيدين عن وضع تقييم ثالث"، مضيفا أن أول تقييم شمل ملف مناطق الظل والذي تناولته الأغلبية بسخرية، ليؤكد بأنه ليس أمام الولاة اليوم حجة لعدم إصلاح الأمور بولاياتهم، بعد العودة إلى العمل بنظام الهيئة التنفيذية وإشرافهم على كل القطاعات.وأضاف رئيس الجمهورية، أن التقييم يخص أيضا أداء السفراء الذي تجسد من خلال بعث الديبلوماسية الاقتصادية، إذ تم في هذا الخصوص ولأول مرة منذ عشرين سنة، جمع كل السفراء والقناصلة ومندوبي الجزائر لدى الهيئات الإقليمية والدولية في اجتماع عام واحد. كما كشف السيد تبون، عن "عقد اجتماع ثان مماثل قبل نهاية السنة، لتقييم ما تم أداؤه إلى غاية اليوم، فضلا عن متابعة مدى رضا الجالية الجزائرية بالخارج عما يقدم لها". برامج استدراكية للولايات المتأخرة تنمويا من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية، التكفل بالولايات التي تعرف تأخرا في التنمية من خلال برامج "استدراكية" تلبي تطلعات المواطن، على غرار ولاية خنشلة، التي تحظى بالأولوية في الاستثمار لتأتي بعدها مباشرة ولاية تيسمسيلت، التي تعرف هي الأخرى تأخرا كبيرا خاصة من حيث العزلة أو الشغل، ثم ولايات بالهضاب العليا كالنعامة والبيّض والجلفة والأغواط.وفي رده على سؤال حول إمكانية برمجة زيارات إلى ولايات الوطن، قال الرئيس تبون، إن بعض الولايات "تفتقد إلى الجاذبية بالنسبة للمستثمرين وليس لها رصيد صناعي أو إنتاجي، مما يستدعي إيجاد حلول أخرى"، مؤكدا ضرورة العمل على تجاوز واستدراك "النقائص" المسجلة في التنمية على مستوى هذه الولايات. وقال رئيس الجمهورية، إن "الزيارات ستكون والتواصل مع المواطن ضروري"، "فهو ينتظر منّا أكثر من الزيارة، ينتظر استقامة البلاد"، مؤكدا السعي لإعادة بناء دولة عصرية بأتم معنى الكلمة تتماشى مع تطلعات المواطن والعصرنة. تنويع الاقتصاد الوطني والتحرر من التبعية للمحروقات وأكد الرئيس تبون، مواصلة الجهود الرامية لتنويع الاقتصاد الوطني والتحرر من التبعية للمحروقات، رغم ارتفاع أسعار النّفط في الأسواق العالمية، محذّرا من تكرار تجارب الماضي عندما اعتمد الاقتصاد الوطني على أسعار النّفط قبل أن يتلقى صدمات بسبب انهيار الأسعار في الأسواق الدولية، استشهد في ذلك بالحديث النّبوي "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". وأضاف القاضي الأول في البلاد، أن احتياطيات الصرف عرفت تآكلا تدريجيا في السنوات الأخيرة بسبب تراجع أسعار برميل النّفط، مشيرا إلى استقرارها في حدود 44 مليار دولار، غير أنه أكد بأن مصير البلاد لن يكون مربوطا بأسعار النّفط، كون الارتفاع الذي تعرفه الأسواق النّفطية حاليا هو ارتفاع "ظرفي". وقال إن الاستراتيجية الوطنية الحالية ترتكز على تطوير الأنشطة المستحدثة للثروة، واستغلال الثروات الوطنية مثل الحديد والفوسفات والهيدروجين فضلا عن الفلاحة. وفي هذا الصدد أشار الرئيس تبون، إلى إمكانية الاستدانة من أجل تمويل المشاريع ذات المردودية الاقتصادية مثل السكك الحديدية والموانئ والسدود. وفي معرض حديثه عن جهود الدولة لرفع العراقيل عن الاستثمارات، أوضح أن المشاريع العالقة التي استفادت مؤخرا من تراخيص لإطلاق نشاطها، ستسمح بتوفير 52 ألف منصب عمل.