دعا المسرحيون والمختصون في الفن الرابع إلى ضرورة إنشاء صندوق عربي لتمويل المنتوج المسرحي المعالج للقضية الفلسطينية، مشددين في ختام فعاليات الملتقى حول "القضية الفلسطينية في المسرح العربي" الذي نظم بالموازاة مع المهرجان الوطني للمسرح المحترف المنطلقة فعالياته في 24 ماي الجاري، على أهمية الدعم المالي للأعمال المسرحية التي تتناول القضية الفلسطينية وذلك خدمة للقضية وضمانا لحضورها المستمر. كما أكد المختصون في بيان التوصيات المتمخض عن هذا الملتقى الذي نظم على مدار ثلاثة أيام بالمركب الثقافي "العادي فليسي"، على أهمية تشكيل فرقة مسرحية فلسطينية حرة مدعومة من طرف وزارات الثقافة للبلدان العربية مع دعوة هذه الأخيرة إلى اقتطاع جزء من ميزانياتها الموجهة للفن الرابع يخصص على وجه التحديد للأعمال المسرحية المتعلقة بهذا الموضوع. وبهدف توثيق ما تم تأليفه من أعمال مسرحية حول فلسطين بمختلف الأقطار العربية، اقترح المشاركون تكوين لجنة عربية مقرها الجزائر، مهمتها الإشراف على تأسيس مكتبة تضم كل ما تم تقديمه من عروض مسرحية وما كتب من نصوص أدبية حول القضية تكون مرجعا للباحثين والدارسين. ومن أهم النقاط التي أقرتها التوصيات أيضا ترجمة أفضل النصوص العربية التي كتبت حول القضية إلى مختلف اللغات العالمية، وهو المطلب الذي نادى به العديد من المختصين على امتداد ملتقى الجزائر لاسيما الكاتب المسرحي التونسي المعروف عز الدين المدني، الذي أشار إلى أن الهدف من إنتاج مثل هذه الأعمال المسرحية ليس إقناع العرب بعدالة قضيتهم لأنهم يدركون ذلك تماما، وإنما لإقناع الغربيين الذين يجهلون كل ما يحدث وما ترتكبه الترسانة الحربية الإسرائيلية في حق الإنسان الفلسطيني، في نفس السياق أكد عميد المسرح الاحتفالي في المغرب السيد عبد الكريم برشيد ضرورة أنسنة القضية وترجمة الأعمال من أجل كسب تأييد الآخر الذي له تأثير كبير على مجرى القضية، وفي نفس الاتجاه سار المسرحي الفلسطيني جورج إبراهيم حبش عندما شدد على ضرورة نقل مختلف تلك الأعمال إلى خشبة الآخر وبلغته لتعرية ما يرتكبه الصهاينة في حق الفلسطينيين أمام كل أنظار العالم. وفي هذا السياق، حثّت التوصيات المسرحيين العرب على ضرورة "تبني رؤى جديدة تخدم هذه القضية بعيدا عن الحماسة العقيمة والشعارات الجوفاء، بعدما أثبتت هذه الأخيرة فشلها وعدم جدواها في خدمة القضية، وهذا التجديد لن يكون حسب الكثير من المشاركين إلا بنقد الذات لمعرفة مواطن الخلل والتوصل إلى الأدوات المناسبة لتجاوزها. كما تم الاتفاق في ختام هذا الملتقى الذي تميز بحضور أسماء عربية معروفة في عالم المسرح العربي على غرار فرحان بلبل من سوريا، نادر القنة (الكويت)، حاتم السيد (الأردن)، عمرو دوارة من مصر، على تخصيص الطبعة القادمة منه لمحور المسرح المغاربي دراسة ونقدا وتنظيرا.