قررت مديرية النقل بولاية قسنطينة، الخروج من "سباتها" والضرب بيد من حديد، في مواجهة الناقلين الذين يخلون بواجباتهم تجاه المواطنين، خاصة من أصحاب الحافلات أو سيارات الأجرة، الذين لا يحترمون المسار المرخص لهم النشاط فيه، ويتركون الراكبين في منتصف الطرقات، دون بلوغ نقطة نهاية الخط. جاء تحرك مديرية النقل، بناء على عدة شكاوى وصلت إلى مصالحها، حيث قرر المدير الجديد إيدير محمد الشريف، المعين منذ أقل من شهر، على رأس القطاع بقسنطينة، الوقوف بالمرصاد لهذه الممارسات التي أتعبت المواطن القسنطيني، وجعلته يعيش كابوسا حقيقيا مع وسائل النقل، خاصة في أوقات الذروة، في فترة المساء، خلال عودة الموظفين والعمال إلى منازلهم. أكد مدير النقل، الذي نفى علمه بهذا المشكل، في لقاء مع جريدة "المساء"، خلال الأيام الفارطة، أن مفتشي المديرية سيقومون بخرجات ميدانية، من أجل الوقوف على شكاوى المواطنين، حيث سيتم معاينة كل الخطوط التي تسجل تقصيرا في نقل الركاب، خاصة في المساء، على غرار خطوط جبل الوحش بوالصوف والخروب بوالصوف، حيث يلجأ بعض أصحاب الحافلات إلى التوقف قبل المحطة النهائية، سواء بجنان الزيتون، قبل بوالصوف، أو بالدقسي والأمير عبد القادر قبل جبل الوحش. تحركت مديرية النقل بقسنطينة، تنفيذا لأحكام القرار الوزاري المؤرخ في 11 أوت 2007، المتضمن دفتر الشروط النموذجي، المحدد لشروط استغلال الخدمات العمومية المنتظمة لنقل الأشخاص عبر الطرقات، في ظل وصول شكاوى عديدة من طرف المواطنين، إلى مصالح المديرية، ضد بعض الناقلين العاملين على عدد من الخطوط، تفيد بعدم إكمال المسار، وإنزال الزبائن دون بلوغهم نقطة الوصول النهائية والمرخصة. وقد وجه مدير النقل تحذيرا شديدا اللهجة، للناقلين محل الشكوى، منتقدا هذه السلوكات التي وصفها بغير المسؤولة، حيث أكد أنه وفي حالة ضبط أي ناقل من طرف مفتشي أو مصالح الأمن، أو شكوى ترد من طرف المواطنين والزبائن، تتعلق بعدم إكمال المسار المرخص، ستسلط على مرتكبها عقوبات صارمة. وكشف السيد أيدير رمضان الشريف، أن المخالفين من الناقلين العاملين على مختلف الخطوط بولاية قسنطينة، الذين لا يحترمون المسار، ويضعون الزبائن في حرج، سيتم إحالتهم على لجنة العقوبات الإدارية بالمديرية، مع الحرص على تسليط أقصى العقوبات في حقهم، والتي تصل إلى وضع المركبة في المحشر لمدة 45 يوما. أضاف مدير النقل بالولاية، أنه تجنبا لتكرار مثل هذه السلوكات المشينة، شددت لجنة العقوبات الموكل لها مهمة متابعة هذه الحالات، حيث أكد أن الناقل الذي يعمل على مختلف الخطوط، ويعيد نفس الخطأ، سيعتبر سلوكه متعمدا وستسلط عليه عقوبات أشد، تصل إلى سحب رخصة الاستغلال، حتى يكون عبرة لغيره من الناقلين المخالفين. أصدرت مديرية النقل بيانا في هذا الأمر، حتى يكون المواطن على اطلاع بالأمر، حيث أكدت أنها تفتح أبواب مصالحها لاستقبال مختلف الشكاوى، بسبب السلوكات التي تسيء لقطاع النقل بالولاية، حيث أكد مدير النقل، خلال حديث ل"المساء"، أنه جاء في مهمة تحسين صورة القطاع بعاصمة الشرق، مؤكدا أنه لن يدخر أي مجهود في محاربة هذه الظواهر السلبية، والنقاط السوداء التي عشعشت بعاصمة الشرق منذ سنوات. من جهتهم، استحسن القسنطينيون هذه الخطوة، التي بادرت بها مديرية النقل، واصفين إياها بالخطوة الجريئة، في ظل تزايد عدد الناقلين المخالفين، الذين ضربوا القوانين عرض الحائط، بسبب عدم وجود العقاب، معتبرين أن هذا القرار الصادر عن مدير النقل الجديد، من شأنها تحسين ظروف نقل المواطنين، خاصة خلال الفترات المسائية، حين يتهرب معظم الناقلين من إكمال المسار، والوصول إلى المحطات النهائية، منتظرين قرارات أخرى بهذه الصرامة، للحد من مختلف السلوكيات السلبية.