تعد الحظيرة الوطنية للشريعة، الواقعة في ولاية البليدة، واحدة من أهم المقومات السياحية التي تتميز بها جبال الأطلس البليدي، لهذا بادرت السلطات المحلية، ممثلة في محافظة الغابات ومصالح الدرك والحماية المدنية، إلى تدعيم وحداتها من أجل حمايتها من الحرائق، من جهة، وعدم حرمان الوافدين عليها من مختلف ولايات الوطن، من الاستمتاع بجمال طبيعتها وأشجارها الفريدة من نوعها، من جهة أخرى. وحسب مدير السياحة لولاية البليدة، عبد الوهاب مومو، فإن السياحة الجبلية بولاية البليدة، أصبحت تخضع لشروط وضوابط يتعين على الزائر الامتثال لها، لحمايتها من أي حريق محتمل. قال مدير السياحة لولاية البليدة، عبد الوهاب مومو، في تصريح ل"المساء"؛ "لم تمنع السلطات المحلية على مستوى ولاية البليدة، محبي الحظيرة الوطنية للشريعة من زيارتها والاستمتاع بجمالها، بالنظر إلى العدد الكبير لقاصدي الولاية، فقط من أجل التواجد في أعالي جبال الشريعة"، مردفا؛ "لكنها في المقابل، اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية، التي من شأنها أن تعزز آليات حماية الغابة من أي خطر محتمل لاندلاع حريق، حيث تم منع التخييم في الوسط الغابي، للمحافظة على المحميات الطبيعية المتواجدة في الغابة، ومنع الزوار ومحبي السياحة الجبلية من التوغل في أعماق الحظيرة الوطنية للشريعة، والاكتفاء بالتواجد في الأماكن المعروفة وفي أوقات محددة، لتفادي نشوب أي حرائق في أماكن يصعب الوصول إليها"، مشيرا في السياق، إلى أن الإجراءات والتدابير المتخذة لم تؤثر على السياحة الجبلية، التي تعتبر رافدا من روافد هذا القطاع في ولاية البليدة، فضلا على أن ممارسة السياحة الجبلية عادة ما تكون في أماكن محددة، وتخضع لرقابة الجهات المعنية، بالتالي فإن احتمال إشعال النار يظل ضعيفا، خاصة مع الإجراءات المتخذة التي تقضي بمعاقبة كل من يحاول إشعال موقد النار أو يكون سببا في حدوث حريق. الإبقاء على السياحة الجبلية، وعدم حرمان عشاق الحظيرة الوطنية للشريعة من زيارتها، حسب ذات المسؤول، يتطلب، من الزوار والسياح، في المقابل، الرفع من الحس والوعي البيئي، من خلال تفادي القيام ببعض التصرفات التي تسيء إلى هذا الفضاء الغابي، وحسبه، فإن الحظيرة الوطنية للشريعة استفادت مؤخرا، من إطلاق أكبر حملة وطنية لتنظيف الغابات، أشرفت عليها وزارة البيئة والطاقات المتجددة، ولقيت تجاوبا كبيرا من طرف المجتمع المدني، والعملية لا تزال متواصلة للحفاظ على هذا المرفق السياحي الهام نظيفا. من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن ولاية البليدة تراهن على السياحة الجبلية بنسبة 80 بالمائة، حيث تتربع الولاية على مساحة تقدر ب1453 كلم مربع؛ 50 بالمائة منها وسط غابي، بالتالي فإن المواقع السياحية المقصودة والمعروفة، هي أوساط غابية، لهذا يجري المراهنة على السياحة الجبلية، من خلال تعزيز آليات الإنذار والتدخل لحمايتها من الحرائق، التي أصبحت تشكل أكبر تحدٍ تواجهه الغابات كل صائفة. وردا على سؤال "المساء"، حول ما إذا تم تسجيل بعض المشاريع التي تهدف إلى ترقية السياحة الغابية على مستوى الولاية، أوضح المتحدث أن مصالحه بادرت مؤخرا، إلى إحصاء كل المواقع السياحة الجبلية المعروفة وغير المعروفة، من أجل تطويرها، حيث تم إدراجها في الخارطة المستقبلية لقطاع السياحة، وتمت المطالبة بتسجيلها من أجل أن تستفيد من عدد من المشاريع التنموية، مثل ربطها بالطرق لتسهيل الوصول إليها، ومنه التعريف بها أكثر وتسهيل وصول الزوار إليها.