❊ مربو الدواجن: "عزوف المربين وراء ارتفاع أسعار البيض" ❊ جمعية المستهلك: "ارتفاع أسعار البيض ظاهرة عالمية" ❊ اتحاد التجار: "ارتفاع الأسعار في أسواق التجزئة سببه خسائر التجار" تشهد أسعار البيض هذه الأيام بالمحلات والفضاءات التجارية ارتفاعا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر البيضة الواحدة 25 دينارا، فيما تجاوز بلغ ثمن صفيحة البيض 650 دينار، وهو الأمر الذي حال دون تمكن الكثير من العائلات من اقتنائه، بعد أن كان في متناول الجميع. أوضح رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن، علي بن شايبة، في اتصال مع "المساء"، أن سعر البيض يشهد فعلا ارتفاعا محسوسا، مشيرا إلى أن الإنتاج هذه السنة انخفض بنسبة كبيرة، مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب عدة عوامل، من بينها عزوف المربين عن ممارسة هذا النشاط. في ذات السياق، أوضح رئيس الفدرالية أن أسعار صفائح البيض تتراوح حاليا بين 450 و540 دينار في أسواق الجملة، بعد أن كانت في حدود 350 دينار، مشيرا إلى أن عديد العوامل أدت إلى هذا الارتفاع المحسوس، من بينها غلاء مدخلات الإنتاج، وارتفاع أسعار الدجاج البيوض إلى 1000 دينار. في السياق ذاته، أشار بن شايبة إلى أنه خلال الشهر الماضي تم تسجيل عدة خسائر للمربين بسبب درجات الحرارة المرتفعة، والتي أدت إلى توقف الإنتاج الذي يستلزم انتظار مايقارب 45 يوما، لتكون بذلك النتيجة نقصا فادحا في العرض، مقابل ارتفاع رهيب في الطلب، وهو عكس ما تم تسجيله خلال بداية الصائفة، حيث كانت أسعار البيض أقل من 15 دينارا للبيضة الواحدة و340 دينار للصفيحة الواحدة. في هذا الخصوص، أكد محدثنا أن عديد مربي الدواجن قاموا ببيع الدجاج البياض، بعد أن عجزوا عن مواجهة ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والمواد البيطرية، إثر خسائر تكبدوها سابقا بسبب الأمراض الفيروسية المسببة لنفوق الدواجن، ليؤدي تراجع نشاطهم إلى ارتفاع محسوس في الأسعار. وأكد ذات المتحدث، أن عائدات الإنتاج ارتفعت بنسبة 100%، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف، والمواد الصيدلانية، وهو ما رفع سعر صفيحة البيض في غضون أيام معدودة إلى 650 دينار في بعض الولايات. وفيما يخص التوقعات حول تراجع أسعار البيض واللحوم البيضاء، أوضح رئيس الفدرالية أن الاستقرار في الأسعار لن يكون على المدى القريب، إلى حين أن يفوق العرض الطلب، مؤكدا أن شعبة تربية الدواجن تحتاج إلى تنظيم من القاعدة، مع ضمان هامش الربح وفق متطلبات السوق. بدوره، أكد سليم زروقي، مربي دواجن ببومرداس في اتصال مع "المساء"، أن ارتفاع سعر تغذية الدواجن خلال السنتين الماضيتين، كان سببا رئيسيا في عزوف المئات من منتجي البيض بسبب إفلاسهم وتخليهم عن هذا النشاط، بعدما ظلت أسعار البيض متدنية بسبب كثرة العرض، وتكبد المنتجون خسائرا كبيرة، جراء ارتفاع سعر مادة "الصويا" من 5 آلاف دينار إلى 15 ألف دينار، مع ارتفاع سعر مادة "الذرة" من5500 إلى 8000 دينار، وهو الأمر الذي أدى إلى عجز منتجي البيض عن تسديد فاتورة تغذية الدواجن، ليضطروا إلى بيع دواجنهم قبل نهاية الفترة الزمنية اللازمة، تخوفا من خسائر أكبر وتسريح المئات من العمال. وقال المتحدث، إنه رغم الحلول التي اقترحوها على وزارة الفلاحة، من أجل دعم منتجي البيض للمحافظة على هذا النشاط، "إلا أنها جاءت متأخرة"، فبعد تراجع سعر أغذية الدواجن، طفت مشكلة أكبر وهي تراجع عدد منتجي البيض وتراجع عدد الدجاج البيوض. حماية المستهلك: ارتفاع أسعار البيض ظاهرة عالمية من جهته، ذكر الدكتور مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، في اتصال مع "المساء"، أن أسعار البيض أصبحت خارج السيطرة عالميا، حيث تعاني معظم دول العالم من زيادة جنونية في أسعاره، باعتباره سلعة أساسية داخل كل البيوت. وقال المتحدث، إن من أهم أسباب ارتفاع أسعار البيض حول العالم، انتشار أنفلونزا الطيور، التى بدأت تظهر مجددا حول العالم، خاصة في أوروبا، ما انعكس على أسعار البيض في الأسواق الأوروبية بنسبة 40%، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف تربيتها بسبب ارتفاع أسعار غذائها. في هذا الخصوص، أوضح زبدي، أن أسعار البيض كانت قبل عدة أسابيع تقدر ب 15 دينار، مؤكدا أن الارتفاع الكبير في الأسعار، مرده نقص الإنتاج بعد توقف المربيين عن الإنتاج جراء الخسائر الكبيرة الناجمة عن تراجع الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، التي أثرت بشكل سلبي على عنابر تربية الدجاج البيوض. ومن بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار أيضا، ذكر زبدي الاقتناء الزائد عن المعدل السنوي لهذا المنتوج، نظرا لموسم الاصطياف والأعراس، التي تتسبب في زيادة كبيرة في معدلات الاستهلاك، فضلا عن جشع بعض التجار، بدليل الاختلاف الكبير بين سعر صفيحة البيض لدى تجار الجملة وتجار التجزئة، بزيادة وصلت إلى 130 دينار. أما الأمين العام مدير الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، عصام بدريسي، فأرجع الارتفاع المحسوس في أسعار البيض إلى تسجيل خلل في شعبة تربية الدواجن، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، مشيرا إلى أن درجات الحرارة أدت إلى نفوق عدد كبير من الدجاج وبالتالي تكبد المربين خسائر فادحة. وقال بدريسي في اتصال مع "المساء"، إن التفاوت ما بين أسعار الجملة والتجزئة، يعود إلى اختلاف أحجام البيض، حيث يصل سعر الصفيحة إلى 650 دينار لدى تجار الجملة، فيما يستفيد تاجر التجزئة من هامش ربح مقدر ب 20%. وأضاف أن الزيادات المسجلة لدى تجار التجزئة، تبرره الحاجة إلى تغطية الخسائر عن اقتناء مادة البيض، باعتبارها مادة سريعة التلف والكسر.