لا تزال عائلة عبدلي قدور القاطنة بحي أولاد ابراهيم بحمادي، والمتكونة من عشرة أفراد ستة منهم يعانون إعاقة حركية وراثية بنسبة 80?، تعاني الأمرين، وما زاد الطين بلة أن الوالد عاطل عن العمل بسبب الإعاقة على مستوى يديه وقدميه وتقوس ظهره... وفي زيارة قادت »المساء« الى منزل السيد قدور، أول ما لفت الانتباه هو ذلك البيت القديم المهترئ، وعند دخولك تقابلك روائح غريبة سببها عدم الاهتمام به وهذا ليس عيبا، كون كل افراد العائلة يعانون الإعاقة، وما يثير الشفقة فعلا، منظر هذه العائلة، فربة البيت البالغة من العمر 55 سنة مكفوفة بنسبة 95?، ويعاني أبناؤها من إعاقة حركية ومنهم من يعاني إعاقتين (حركية وبصرية)، ورثوهما عن الأبوين، لكن إعاقتهم لم تقتل إرادتهم، بل أصروا على إثبات وجودهم، حيث تملك سكينة البالغة من العمر 27 سنة شهادة كفاءة في الطرز، كما تملك فتيحة البالغة من العمر 20 سنة والتي تعاني من إعاقة بنسبة 100? شهادة كفاءة في الإعلام الآلي وتحضير الحلوى، وتحدي عمر البالغ من العمر 15 سنة أقوى من الجميع، ففي تصريح ل »المساء«، أكد أنه يزاول دروسه في الطور الأساسي رغم نظرة الاحتقار من زملائه، وكذا من بعض الأشخاص في الشارع. مضيفا أنه لم يستفد من إعانات سواء من المدرسة أو من الجيران وحتى السلطات البلدية. وفي السياق، أكدت لنا الأم، السيدة بركاهم، أنها لم تستفد من أية إعانة وأنهم اتجهوا إلى عدة جمعيات لمساعدتهم لكنهم لم يجنوا سوى التعب في تحضير الملفات كما لجأوا إلى السلطات البلدية التي قابلتهم بالوعود، أما من العائلة والجيران فلم يجدوا إلا نظرات الاستهزاء التي سببت لهم عقدا نفسية وأصبحوا لا يفارقون ذلك المنزل الذي سبب لهم هو الآخر إعاقة نفسية وعاطفية. وأضافت محدثتنا أن العائلة لم تستفد من منحة المعوقين. مؤكدة أنهم يتقاضون كل شهر مبلغ 1000 دج للفرد. وعليه، فإن عائلة عبدلي قدور، تناشد السلطات المعنية والبلدية وذوي القلوب الرحيمة، من خلال جريدة »المساء«، التدخل لمساعدتهم ولو لشراء ضروريات الحياة من أحذية خاصة بالمعاقين ودواء وإجراء العمليات اللازمة، وكذا مساعدة عمر على مزاولة دراسته حتى لا ينقطع حلمه.