أكد عدد من الأساتذة المختصين في تدريس اللغات أمس بالجزائر العاصمة عن "يقينهم "في أن التعددية اللغوية لدى الطلبة "ضرورة ملحة" خاصة للمتجهين نحو البحث العلمي والدراسات العليا". وفي هذا السياق أكدت الأستاذة راضية بن يلس بن منصور رئيسة قسم اللغات في جامعة أبوبكر بلقايد بتلمسان في مداخلتها بالجلسة العلمية في اليوم الثاني للمؤتمر الوطني حول اللغات في الجزائر ووسائل ترقيتها "أنه يتعين على الطلبة أن يتمكنوا من اللغات بوجه عام واللغة الإنجليزية على الخصوص بمستوى جيد لاستعمالها لأغراض علمية وعملية على حد سواء". وفي تدخلها حاولت الأستاذة بن يلس كشف أسباب تدني مستوى الطلبة الجامعيين في اللغة الإنجليزية وتبيان الاحتياجات اللغوية في الانجليزية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تحديد الدروس المختصة لهذه الفئة من الطلبة. وفي السياق لاحظت الأستاذة بن يلس أنه على الرغم من الحاجة الماسة إلى هذه اللغة وبالرغم من أن مدة التعليم تعد معتبرة (10 سنوات) خلال الحياة الدراسية للطلبة فإن النتائج تبقى "سلبية تماما". وعبرت الأستاذة عن أملها في أن يخرج هذا المؤتمر الأول من نوعه في الجزائر ب"نتائج إيجابية تتمثل في تحديد منهجية وطرائق تعليم اللغات في كل أطوار التعليم بدءا بالطور الأول إلى ما بعد التدرج وذلك للأهمية البالغة للغة كوسيلة لنقل المعرفة وفهم ما يدور حولنا في العالم ونحن في عصر العولمة". وفي هذا الخصوص دعت الأستاذة بن يلس إلى "تنسيق وتعاون أكبر" بين وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي لما لذلك من "أثر بالغ في سيرورة الحياة التعليمية للطالب" حيث لاحظت في هذا الجانب "الصعوبة الكبيرة" التي يصطدم بها الطالب ابتداء من السنة الجامعية الأولى خاصة في الشعب العلمية بسبب عدم تمكنه من لغة التدريس والبحث. واقترحت الأستاذة إعادة فتح مراكز تعليم الانجليزية لأغراض خاصة والتي كانت موجودة سابقا في عدد من الأقطاب الجامعية موضحة أن وجود مثل هذه المراكز يساعد الطلبة الباحثين الذين يواصلون دراساتهم في مرحلة ما بعد التدرج على إتقان اللغات خاصة اللغة الانجليزية لأنها كما قالت تعد اللغة الأولى في الميدان العلمي مشيرة أن العديد من المراجع متوفرة أكثر بهذه اللغة عن غيرها. وفي الشق البيداغوجي اقترحت الأستاذة إيجاد مناهج جديدة لتشجيع القراءة وفهم ما يقرأ خاصة عند الطفل منذ الطور الأول للتعليم مركزة على الدور الهام للمعلم في تنمية حب القراءة لدى الطفل منذ صغر سنه.