يبدو أن المدرب رابح سعدان لا يريد تضييع الوقت كثيرا من أجل تحضير موعد المونديال في ظروف جيدة وتفادي المفاجآت التي قد تعطل خطة عمله، حيث من المرتقب أن يجتمع اليوم مع أعضاء طاقمه الفني لتقييم حصيلة المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فضلا عن القيام بتحديد تعداد المنتخب الوطني تحسبا للمواجهة الودية ضد منتخب صربيا المبرمجة يوم 3 مارس القادم بملعب 5 جويلية، حيث سبق لسعدان وأن صرح أنه سيعلن عن التعداد المعني بهذه المواجهة قبل تاريخ 11 من الشهر الجاري. وقد اتضح من الآن أن سعدان لا يمكنه الإعتماد في هذه المواجهة على بعض العناصر الأساسية في صفوف "الخضر"، حيث تأكد رسميا عدم مشاركة كل من مراد مغني (لازيو روما) وعامر بوعزة (بلاكبول). الأول يعاني من إصابة في الركبة منذ شهر ديسمبر حيث منعته من الظهور بإمكانياته الحقيقية في دورة أنغولا وهو الآن محتار بين الخضوع لعملية جراحية أو مواصلة العلاج في ظل إقتراب موعد المونديال. إلا أن مغني، رغم كونه غير معني بلقاء يوم الخميس، سيكون حاضرا مع زملائه في التربص القادم شأنه شأن عامر بوعزة الذي يشكو هو الآخر من الإصابة التي تعرض لها أثناء اللقاء الذي شارك فيه مؤخرا مع فريقه ضد نادي واتفور، حيث قال في تصريحه الأخير أنه سيضطر إلى الإبتعاد عن الميادين لمدة أسبوعين. سعدان يتجه حسب مصادر قريبة من الفريق الوطني إلى استدعاء اللاعبين الذين شاركوا في مباريات كأس أمم إفريقيا بما فيهم وسط الميدان جمال عبدون الذي استعاد مكانته ضمن "نادي نانت" في الجولة الأخيرة من بطولة القسم الأول الفرنسي. لكن هناك من لا يستبعد اعتماد سعدان على لاعبين آخرين بمناسبة مباراة صربيا باعتبار أن الرجل الأول في العارضة الفنية للخضر كثيرا ما أشار إلى ان التشكيلة الوطنية لا زالت تعاني من النقائص في بعض المناصب وأنه يسعى دائما إلى خلق تنافس حقيقي بين اللاعبين، ويرجح أن يتم إستدعاء المهاجم رفيق جبور بعد أن عاد هذا اللاعب إلى المنافسة الرسمية مع نادي أ.ك. أثينا حيث يشارك بانتظام في مباريات البطولة اليونانية، وقد يكون الأمر كذلك للاعب نادي ماينز الألماني العمري الشادلي، الذي تبدو أمامه حظوظ وافرة لاستعادة مكانته في صفوف "الخضر" من أجل خلافة ياسين بزاز الذي ودع المونديال القادم بعد إجرائه لعملية جراحية، إلى جانب أيضا هداف إتحاد برلين الألماني بن يمينة ووسط ميدان ساتندار الإسباني مهدي لحسن الذي حان الوقت بالنسبة إليه للخيار بين الانضمام أو عدمه إلى الفريق الوطني. ويكون مهدي لحسن قد اشترط من الاتحادية والمدرب سعدان حصوله على موافقة من زملاء زياني مقابل اللعب لصالح التشكيلة الجزائرية ويعد هذا الاقتراح بالنسبة إليه أحسن وسيلة لإزالة الضبابية التي حالت دون مشاركته مع الخضر في نهائيات كأس أمم إفريقيا. قدوم هؤلاء اللاعبين ومشاركتهم في مباراة صربيا ستمكن المدرب الوطني من الوقوف بصفة نهائية على إمكانياتهم الحقيقية ومدى قدرتهم على تقديم أشياء إضافية إلى الفريق الوطني سيما وأنه لم يعد هناك متسع من الوقت لتحديد القائمة النهائية للاعبين المعنيين بالمونديال القادم. ومما لا شك فيه أن شهر فيفري يشكل بالنسبة لسعدان إنطلاق المرحلة الثانية للتحضيرات قبل المونديال، بعد أن استطاع المنتخب الوطني أن يرفع من درجة إستعداده التنافسي أثناء مشاركته الإيجابية في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث يضم برنامج "الخضر" الجديد إجراء ما لا يقل عن أربع مباريات ودية ضد منتخبات تتشابه طريقة لعبها مع منافسي الخضر في الدور الأول من موعد جنوب إفريقيا، حيث تكون الاتحادية الجزائرية على وشك الاتفاق مع نظيراتها في أوكرانيا وسلوفاكيا وإيرلندا الشمالية من أجل برمجة لقاء ودي مع منتخبات هذه البلدان في الجزائر. المدرب سعدان، بصفته المسؤول الأول عن العارضة الفنية، يدرك الآن أن تطوير إمكانيات تشكيلته والوصول بها إلى المستوى اللائق مرهون بإجراء مواجهات ودية تسمح لعناصره من تطوير ميكانيزمات اللعب الجماعي وتقوية استعداداتها البدنية.