استطاع معرض تكوين ومرافقة المرأة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطني، الذي نظمته وزارة التكوين والتعليم المهنيين واحتضنته ساحة عبد الرحمان ميرة بباب الوادي، أن يعكس مدى حرص النساء الماكثات بالبيت على متابعة كل ما يضمن دخولهن عالم التكوين والاستفادة من المشاريع التي تضمن إدماجهن في عالم الشغل وترقية دورهن، والذي يضمن بدوره المشاركة في التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال التعليم والتكوين والقضاء على الأمية، إلى جانب مرافقتهن من طرف الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب أو الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة أو عن طريق إدماجهن في الوكالة الوطنية للتشغيل. سيدات من مختلف ولايات الوطن جئن إلى المعرض حاملات الكثير من الصور الجميلة التي تعكس إبداعهن في المجالات اللائي اخترنها لحياتهن الاجتماعية والاقتصادية، حيث اختلفت العارضات بين الأشغال اليدوية البسيطة والأخرى التي تدخل في عالم الصناعة والإنتاج الفلاحي الذي كان إلى وقت غير بعيد مقتصرا على الرجال فقط. والجدير بالذكر، أن المشاريع المعروضة انطلقت صاحباتها من مبالغ تدعيميه بدأت ب30000 دج الى كبريات المشاريع التي تدخل في مجال الاستثمار الفلاحي، إلى جانب عروض لفتيات من مراكز التكوين المهني بمختلف ولايات الوطن، قدمن صورا إبداعية في الرسم على الحرير، الطرز، الخياطة الرفيعة، الحلاقة والتجميل وملابس العروس. وقد انبهر زوار المعرض بالكم المعتبر من المعروضات التي تعكس دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى في أبسط الأشياء على غرار الطبخ التقليدي الجزائري، حيث تذوق الزوار مختلف الأطباق التي تجيدها المرأة الجزائرية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، حيث كانت الفرص سانحة للتعريف بمختلف أنواع الأكلات التقليدية الجزائرية على غرار الكسكسي الذي يحضره أهل العروس في الصبيحة، والذي قدمته في جفنة تقليدية مزين بالبيض المسلوق وقطع اللحم والمرق الأحمر. وقدمت العارضات أنواع مختلفة من الكسكسي بقاعدة القمح الصلب، الشعير، البلوط، وكسكسي الذرة الذي يعتبر جديدا على المائدة الجزائرية والذي وصفته السيدات بالرائع والصحي. وأكدت لنا الكثير من العارضات أنهن استطعن تحقيق ذاتهن من خلال الأعمال التي يمارسنها والتي كانت الى وقت غير بعيد مستحيلة، إلا أن طموحهن اليوم صار أكبر حيث أكدت لنا قوشام دليلة مهندسة فلاحية، أنها تطمح إلى لحصول على قرض للاستثمار في المجال الفلاحي على أفق واسع.