يتوقع أن تنتهج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال اجتماع اليوم المقرر بفيينا سياسة الإبقاء على وتيرة الإنتاج الحالي للنفط، مبررة اتجاهها هذا بحكم الأسعار المرضية مع استمرار المخاوف بخصوص الطلب العالمي على الخام، وهو ما يشجع حسب جل أعضائها المحافظة على سقف الإنتاج الحالي. وأفاد وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل أمس في تصريحات صحفية لدى وصوله إلى فيينا للمشاركة في الاجتماع قائلا "هناك إجماع لدى أعضاء المنظمة للإبقاء على السقف الحالي للإنتاج" خلال هذا الاجتماع. وأوضح السيد خليل أن سعر النفط الذي يقدر حاليا بحوالي 80 دولارا للبرميل من شأنه أن يشجع الدول الأعضاء على الإبقاء على حصص الإنتاج الحالية إلى غاية اجتماع سبتمبر المقبل مستبعدا احتمال رفع الإنتاج. ويرى وزير الطاقة والمناجم أن ارتفاع الإنتاج من شأنه أن يعطي إشارة سلبية للسوق قد تؤدي إلى تراجع الأسعار. وفي معرض استعراضه للمعطيات الحالية المشجعة على ارتفاع الأسعار ذكر الوزير على الخصوص تدهور قيمة الدولار والصراعات الجيوسياسية متوقعا ارتفاعا طفيفا للأسعار فوق 80 دولارا للبرميل خلال الثلاثي الثالث للسنة الجارية. ومن جهته صرح الرئيس الجديد للأوبك الاكواتوري جارمانيكو بينتو مؤخرا للصحافة قائلا "المنظمة ستبقى على حصصها...ولا أظن أننا سنخفض الإنتاج" خلال هذا الاجتماع. وأضاف "تغيير سياسة الإنتاج خلال هذا الاجتماع ليس بضرورة". كما أجمع عدد من الدول الأعضاء ذات الوزن في المنظمة على غرار فينزويلا وإيران على الحفاظ على الإنتاج الحالي. وترى فنزويلا أن ارتفاع الإنتاج من شأنه أن يحدث اختلالا في الأسعار في حين ترى إيران انه احتمال غير قابل للطرح في غياب مؤشر حول ارتفاع الطلب العالمي على الخام. ويرى وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميراز أن ارتفاع الإنتاج في هذا الظرف من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع المخزون في البلدان المستهلكة ما من شأنه أن يؤدي إلى عدم استقرار في الأسعار لدى البلدان المنتجة. أما الوزير الإيراني للبترول مسعود مير خازيمي صرح من جهته قائلا: "ليس هناك ارتفاع للطلب في السوق والمعروض لم يتغير كثيرا". وبدوره سعى الوزير القطري للنفط عبد الله العطية نفس المسعى مؤكدا التصريحات السابقة حيث يرى أنه من المستبعد أن يخلص اجتماع فيينا الحالي للأوبك إلى تغيير في مستوى الإنتاج. وترى المنظمة أن مستوى الأسعار الذي يتراوح في الوقت الراهن ما بين 70 و80 دولارا للبرميل مرض ومقبول لمواصلة استثمارات الدول المنتجة في قطاع الطاقة. ومن شأن هذا المستوى أن يحث المجموعة المؤثرة في المنظمة على احترام حصص الإنتاج المحددة والتي تم تجاوزها بكثير الشهر المنصرم. وأفادت الوكالة الدولية للطاقة أن المنظمة -مع احتساب إنتاج العراق غير المعني بحصص الإنتاج المحددة- ضخت شهر فيفري الماضي 2ر29 مليون برميل في اليوم.